Le Mustaqsa des proverbes arabes

Al-Zamakhshari d. 538 AH
2

Le Mustaqsa des proverbes arabes

المستقصى في أمثال العرب

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٩٨٧م

Lieu d'édition

بيروت

ب والكدح فِي تَقْوِيم عنادها، وَإِعْطَاء بداهة الوكد وعلالته إِيَّاهَا، لما آنست من تناهي فاقة الأفاضل عَن آخِرهم إِلَى استكشاف غوامضها والغوص على مشكلاتها، وَلَا سِيمَا من انتدب مِنْهُم لتدريس قوانين الْعَرَبيَّة وإقراء الْكتب الْكِبَار، فناط بِهِ الرَّغْبَة كل طَالب، وَغشيَ ضوء ناره كل مقتبس، وَوجه إِلَيْهِ النجعة كل رائد، وَكم يتلقاك فِي هَذَا الْعَصْر الَّذِي قرع فِيهِ فنَاء الْأَدَب وصفر إناؤه، اللَّهُمَّ إِلَّا عَن صرمة لَا يسئر مِنْهَا الْقَابِض، وصبابة لَا تفضل عَن التبرض من دهماء المتحلين مِمَّا لم يحسنوه المتشبعين بِمَا لم يملكوه، من لَو رجعت إِلَيْهِ فِي معنى أَسِير مثل لفتل أَصَابِعه سدرا ولاحمرت ديباجتاه نشورا أَو توقح فأساء جابة فافتضح وَتكشف عواره؛ وأيم الله! إِنَّهَا لمدحضة الأرجل وبخبرة الرِّجَال، بهَا يتَخَلَّص الْخبث عَن الإبريز، وينماز الناكصون عَن ذَوي التبريز؛ ثمَّ هِيَ قصارى فصاحة الْعَرَب العرباء، وجوامع كلمها، ونوادر حكمهَا، وبيضة منطقها، وزبدة حوارها، وبلاغتها الَّتِي أعربت بهَا عَن القرائح السليمة والركن البديع إِلَى ذرابة اللِّسَان وغرابة اللسن، حَيْثُ أوجزت اللَّفْظ فأشبعت الْمَعْنى،

1 / 2