المملَكة الْعَرَبيَّة السَّعُودية
وَزَارَة التَعليم العَالي
الجَامِعَة الإسلاميَّة بالمَدينةِ المُنوَّرة
عَمادَة البَحث العِلمي
رقم الإصدار (١٦٤)
سلسلة الرسائل الجامعية (١٣٤)
مُقَدمة تَحقِيقُ المُسنَدُ الصَّحيحُ المُخَرّج عَلى صَحِيح مُسلم
لأبي عَوانة يَعقُوب بن إسحَاق الإسفرَايينيّ (ت ٣١٦ هـ)
إعدَاد وَتنسِيقُ وَإخراج
فَرِيق مِن البَاحِثين بكليَّةِ الحَديثِ الشَّريفِ وَالدّرَاسَاتِ الإسلاميَّة
بالجَامِعَة الإسلاميَّة
_________
الطّبعَة الأولى
جـ ١ - ٢٠: ١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
جـ ٢١، ٢٢: ١٤٣٨ هـ - ٢٠١٦ م
المحققون
رسائل جامعية (غالبها ماجستير) وبحوث أكاديمية بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية
جـ ١، ٢ (ماجستير): عباس بن صفا خان بن شهاب الدين
جـ ٣، ٤ (ماجستير): بابا إبراهيم الكميروني
جـ ٥، ٦: (ماجستير) محمد محمدي محمد جميل
جـ ٧: (ماجستير) عبد الله بن محمد مدني بن حافظ
جـ ٨: (ماجستير) بشير بن علي بن عمر- رباح بن رضيمان العنزي - عبد الله بن محمد مدني بن حافظ
جـ ٩، ١٠: (ماجستير) سراج الحق بن محمد هاشم
جـ ١١: (دكتوراة) محمد بن عبد الله بن عطاء الله عطية الله
جـ ١٢: (دكتوراة) عبد الكريم بن إبراهيم آل غضية
جـ ١٣: (ماجستير) سالم بن عمر با عبد الله
جـ ١٤: (ماجستير) رباح بن رضيمان العنزي
جـ ١٥: (ماجستير) هاني بن أحمد بن عمر فقيه
جـ ١٦: (ماجستير) عمر مصلح الحسيني
جـ ١٧، ١٨: (دكتوراة) أحمد بن حسن الحارثي
جـ ١٩، ٢٠: (ماجستير) عبد الله بن محمد بن سعود آل مساعد
جـ ٢١: عبد الله بن محمد مدني بن حافظ - إحسان عبد الوهاب - مصطفى بن محمد محمود مختار - عبد الله بن محمد بن سعود آل مساعد - إبراهيم عبد الرحيم
جـ ٢٢: أحمد بن حسن الحارثي - عبد الله بن محمد بن سعود آل مساعد
تقديم / 1
(ح) الجامعة الإسلامية، ١٤٣٣ هـ
فهرس مكتبة فهد الوطنية أثناء النشر
فريق من الباحثين
مقدمة تحقيق المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني (ت ٦١٣ هـ) / فريق من الباحثين - المدينة المنورة، ١٤٣٣ هـ
٤٣٧ ص، ١٧ × ٢٤ سم
ردمك: ٤ - ٧٥٢ - ٠٢ - ٩٩٦٠ - ٩٨٧
١ - الحديث - مسانيد.
٢ - الحديث الصحيح أ. العنوان.
ديوي ٢٢٧.١ - ٧١١/ ١٤٣٣
رقم الإيداع: ٧١١/ ١٤٣٣
ردمك: ٤ - ٧٥٢ - ٠٢ - ٩٩٦٠ - ٩٨٧
أصل هذه المقدمة دراسات الرسائل العلمية لتحقيق المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم التي نوقشت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الآراء الواردة في هذا الكتاب تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجامعة
جميع حقوق الطبع محفوظة
للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
تقديم / 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تقديم / 3
- ج -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة معالي مدير الجامعة الإسلامية
الحمد لله الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم، والصَّلاة والسَّلام على رسول الهدى الذي أمره الله بالعلم قبل العمل في قوله -جلّ ثناؤه-: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾، وعلى آله وأصحابه ومَنْ بأثره اقتفى والتزم. وبعد:
فإنَّ الاشتغال بطلب العلم والتفقّه في الدّين من أجلّ المقاصد وأعظم الغايات وأولى المهمّات؛ لذلك ندب إليه الشَّارع الحكيم في كثير من نصوص كتابه، وأمَرَ نبيّه ﷺ بالزيادة منه؛ فقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٢].
وقال جلّ وعلا: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤].
وقد رتّب النبي ﷺ الخير كلَّه على التفقّه في الدّين، فقال ﷺ: "من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدين" متّفق عليه. وقال ﷺ: "النَّاس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" متّفق عليه. وهذا مما يدلّ على أهميته وعظم شأنه.
لذلك كان الاهتمام بالعلم الشّرعيّ المستمدّ من الكتاب والسنّة وفهمِ السَّلف الصَّالح هو الهدف الأسمى لمؤسس هذه الدّولة المباركة الملك عبد العزيز - يرحمه الله - وكذلك أبناؤه من بعده الذين كانت لهم اليد الطولى وقَدَمُ السَّبقِ في الاهتمام بالعلم وأهله، فأولوه عنايةً فائقةً، وخصّوه بجهود
تقديم / 5
- ح -
مباركة، ظهرت آثارها على البلاد والعباد.
وكان لخادم الحرمين الشَّريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - جهودٌ واضحةٌ استوتْ على سوقها ووفّقتْ لمقصودها، ومن ذلك أمره بزيادة عدد الجامعات، وفتح جميع الوسائل ذات العلاقة بالتطوير والتنقيح والتأليف والنَّشر كعمادات ومراكز البحث العلميّ فِي شتّى الجامعات وعلى رأسها الجامعة الإسلاميَّة - العالمية - بالمدينة المنورة التي أولت البحث العلميّ اهتمامًا بالغًا وجعلته غاية من غاياتها وهدفًا من أهدافها.
ومن هنا فعمادة البحث العلميّ بالجامعة تهتم بالبحوث العلميَّة نشرًا وجمعًا وترجمة وتحكيمًا في داخل الجامعة وخارجها؛ من أجل النُّهوض بالبحث العلميّ، والتشجيع على التَّأليف والنّشر، ومن ذلك كتاب: المسند الصحيح المُخَرَّج على صحيح مسلم تأليف: الإمام الحافظ أبي عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني، الَّذي حقق في رسائل علمية بكلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية، وقد تمت مراجعته وإعداد المنجز منه للنشر من قبل نخبة من أعضاء هيئة التدريس بالكلية بإشراف عمادة البحث العلمي بالجامعة.
أسأل الله أنْ يوفّقنا جميعًا لما يحبّ ويرضى ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
مدير الجامعة الإسلاميَّة
أ. د/ محمد بن علي العقلا
تقديم / 6
- خ -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة عميد البحث العلمي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فنظرًا للمكانة الرفيعة التي يحتلها -كتاب المسند الصحيح المخرَّج على صحيح مسلم- للإمام الحافظ أبي عوانه يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، المستمدة من أصله المخرَّج عليه، وما تضمنه من فوائد نافعة للمختص وغيره من طلاب العلم، بادرت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتحقيق هذا الكتاب من خلال رسائل علمية أعدها باحثون في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، وبعد تحقيقه رأت الجامعة مناسبة نشره لتيسير الإفادة منه من خلال مشروع علمي تشرف عليه عمادة البحث العلمي، ولإنجاز هذا المشروع وضعت العمادة الخطة التالية:
أولًا: تحكيم عمل الباحثين من قبل مختصين في الحديث الشريف وعلومه للإفادة من ملحوظاتهم أثناء العمل.
ثانيًا: إعداد خطة عمل تفصيلية ومنهج علمي متكامل روعي فيهما أن أصل هذا الكتاب رسائل علمية وبحوث محكمة مما يستدعي المحافظة على مناهج المحققين التي اعتمدت في رسائلهم وبحوثهم إلا ما اقتضته ضرورة التنسيق ليتم إخراج الكتاب وفق نسق علمي واحد من أوله إلى أخره.
ثالثًا: استكمال ما لم يحقق من المخطوط وفق المنهج المعتمد في تحقيق الكتاب، والبحث عن الجزء المفقود منه، وقد تمَّ بفضل الله تعالى الحصول عليه، والعمل جارٍ على تحقيقه.
رابعًا: تشكيل فريق عمل علمي من الباحثين المختصين في السنة النبوية
تقديم / 7
- د -
وعلومها ممن لهم إسهام سابق في العمل في هذا الكتاب برئاسة فضيلة الدكتور عبد الله بن محمد مدني حافظ عضو هيئة التدريس بكلية الحديث الشريف.
خامسًا: مراجعة العمل في صورته النهائية من قبل فريق علمي متخصص برئاسة فضيلة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد.
هذا وقد بُذل في إخراج هذا السفر النفيس وقت ثمين وعمل متواصل وجهد كبير يليق بمثل هذا الكتاب.
وفي الختام أزجي وافر الشكر والتقدير لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا الذي كان لتوجيهاته السديدة ودعمه اللامحدود الأثر البالغ في إنجاز هذا العمل العلمي الذي يخدم سنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
والشكر موصول لكل من أسهم في إخراج هذا السفر العظيم من الباحثين والمحكمين والمراجعين وغيرهم ممن شارك في هذا العمل المبارك.
أضرع إلى الله ﷾ أن يوفقنا جميعا لخدمة كتابه وسنة نبيه ﷺ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عميد البحث العلمي
د. عبد الرحمن بن عبد الله السحيمي
تقديم / 8
- ذ -
شكر وتقدير
الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن مما يطوق عنقي من المنن الربانية، ويُثقل كاهلي من المواهب الإحسانية في هذه الساعة، وقد اكتمل بدر مشروع المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم لأبي عوانة الإسفراييني، أن أتوجه إلى الله جل وعلا بخير المحامد، وأعظم الثناء، فما التوفيق إلا به سبحانه، وما النَّعماء إلا من فضله وحده ورحمته، فله الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء من بعد، وأبتهل إليه بأن يُديم نعمه علينا، وأن يزيدنا من فضله.
ثم إني لأتقدم بجزيل الشكر والعرفان للجامعة الإسلامية التي أسأل الله بحوله وقوته أن يحفظها وما سواها من منارات الإسلام ومنابع الهدى، ويبقيها عينًا معينًا لا تنضب، وسبيل رشد لا يعطب، ويعين القائمين عليها ويسدد خطاهم، وفي مقدمتهم معالي مدير الجامعة الإسلامية: الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا، الذي لم يألُ جهدًا في تحقيق رسالة الجامعة المباركة وأهدافها، وفقًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، حفظهما الله تعالى ورعاهما، اللَّذين خصَّا الجامعة الإسلامية بالرعاية والعناية، والدعم غير المحدود، وأوليا العلم وأهله اهتمامًا بالغًا، وما الجامعات ومراكز البحث إلا شاهد عيان على ذلك، فجزاهما الله خير الجزاء، وأمد في عمرهما ومتعهما بتمام الصحة والعافية، وسدد جهودهما بتوفيقه، وأدام عز دولة التوحيد بهما، وجعل ما يقدمانه للإسلام وأهله في موازين حسناتهما، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
تقديم / 9
- ر -
والشكر موصول لكل من أسهم في إخراج هذا المشروع من ذوي الفضل والمعرفة، وأخص بالذكر فضيلة عميد عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، الدكتور: عبد الرحمن بن عبد الله السحيمي، الذي لم يدخر جهدًا في توجيه هذا المشروع ومتابعته.
وفضيلة عميد كلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية الدكتور: حسين بن شريف العبدلي، على مساندته المشروع وتيسير إنجازه.
وفريق العمل من الباحثين المشاركين، والباحثين المساعدين الذين بذلوا قصارى جهدهم ونفيس أوقاتهم، فشكر الله للجميع ما قدموه، وجعله من خير أعمالهم في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبيه وآله، وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
رئيس فريق العمل
د. عبد الله بن محمد مدني بن حافظ
تقديم / 10
- ز -
الافتتاحية
الحمد لله الذي هدى عباده إلى الصراط المستقيم، وأتم لهم بالكتاب والسنة الدين، فالحمد له حمدًا طيبًا مباركًا فيه ما دامت السموات والأرضين، والصلاة السلام على نبيه محمد الأمين، بشَّر بالنُّضرة من بلَّغ سنته وهديه للعالمين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن العناية بتراث علماء الأمة الإسلامية وإخراجه من خزائن المخطوطات إلى عامة المكتبات وتقريبه للعامة والخاصّة، من خير ما بذلت فيه الدراسات العلمية، وهو هدف رئيس من أهداف الجامعة الإسلامية ومرافقها التعليمية، لا سيما حينما تتصل معادنه بأصل من أصول السنة النبوية، وتصقل جواهر لآلئه، وتجلي أسرارًا من صناعته الفقهية والحديثية.
وإن من أبرز ما اعتنت به كلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية كتاب "المسند الصحيح المخرّج على صحيح مسلم"، الذي يعد موسوعة حديثية ذات قيمة علمية تتصل بأصل من أصول السنة النبوية، وهو صحيح الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى.
والارتباط بين صحيح الإمام مسلم وكتاب أبي عوانة ظاهر الأثر في اهتمام أئمة السلف بحرصهم على سماع مستخرج أبي عوانة وروايته، يصور ذلك أجمل تصوير قول العلامة عبد الغافر الفارسي في ثنائه على أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري راوي المستخرج، بقوله:
"حدَّث سنين، وألحق الأحفاد بالأجداد، وكانت الرحلة إليه بإسفرايين من البلاد، ثم حمل إلى نيسابور سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ونزل في دار الشيخ أبي الحسن البيهقي، وحضره السادة الأئمة والقضاة
تقديم / 11
- س -
والمتفقهة، وتركوا الدروس والمجالس وجميع الأشغال، وأخذوا في قراءة المسند عليه، وأحضروا الأولاد، وكان المجلس غاصًّا بالناس بحيث لم يعهد بعده بنيسابور مثل ذلك المجلس لسماع الحديث (^١).
وقد طبع بعض هذا الكتاب دون خدمة علمية تليق به، كم وقع فيه من سقط وتصحيف، وتحريف.
فصدر الجزء الأول والثاني من هذا الكتاب عن دائرة المعارف بالهند عام ١٣٦٢ هـ، ثم طبع منه الرابع والخامس عام ١٣٨٥ هـ، واعتنى به جماعة حسب وسعهم، وما توفر لهم، وهم: الأستاذ محمد عبد الحميد، والسيد حبيب الله القادري والعلامة المعلمي المصححين بالدائرة المذكورة، وكان الطبع على نسخة واحدة ناقصة، وذكر الطابعون أنهم لم يظفروا بمخطوطة الجزء الثالث منه.
ثم طبع مؤخرًا بعض هذا الجزء الثالث بعناية أيمن عارف الدمشقي، وزعم طابعه أنه القسم المفقود من كتاب أبي عوانة حيث قام بتحقيق بعض الجزء الثاني والثالث من نسخة دار الكتب المصرية، وهي نسخة بها سقط وتصحيف واختلال كبير في ترتيب أوراقها في هذا الجزء، إلى ملاحظات أخرى كثيرة على المطبوع من الكتاب، منها:
١ - أن الطباعة تمت على نسخة واحدة ناقصة وللكتاب عدة نسخ خطية يتم به الكتاب.
٢ - سقط من تلك الطبعة من أول الكتاب مقدمته، وخمسة أبواب بعدها على التوالي، وسقط أيضًا من النص مواضع أخرى في أثناء الكتاب
_________
(^١) منتخب السياق (٣٢٦).
تقديم / 12
- ش -
بينها الباحثون في رسائلهم الآتي ذكرُها.
٣ - وجود التصحيف، والتحريف في مواضع من هذه الطبعة، ولا سيما ما طبع بعناية أيمن الدمشقي فمن أمثلة التصحيف: ما ورد في المطبوع في حديث عتبان بن مالك، قال: يا رسول الله تعال فخط لي في داري، والصواب: فصل لي في داري.
ومن أمثلة التحريف، ما ذكره العلامة بكر أبو زيد، يرحمه الله تعالى في كتابه تحريف النصوص (١٦٨ - ١٧٠) وعدّه من التحريف في متن حديث من مسند أبي عوانة، فأورد ﵀ حديث ابن عمر، ﵄، في رفع اليدين في الصلاة، كما ورد في المطبوع من المسند، هكذا:
"رأيت رسول الله ﷺ إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما، وقال بعضهم حذو منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعد ما يرفع رأسه من الركوع لا يرفعهما، وقال بعضهم ولا يرفع بين السجدتين، والمعنى واحد".
والصواب كما في المخطوط: "رأيت رسول الله ﷺ إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما، وقال بعضهم حذو منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعد ما يرفع رأسه من الركوع، ولا يرفعهما، وقال بعضهم: ولا يرفع بين السجدتين، والمعنى واحد".
٤ - في المطبوع زيادات ضرب عليها في الأصل برمز (لا - إلى) وهو رمز معناه أن ما بينهما مضروب عليه وليس من أصل الكتاب، وقد أثبتها الطابعون في أصل الكتاب، وهذه الزيادات ليست موجودة في النسخ الأخرى للكتاب مما يدل على أنها ليست منه، بل إنها لا تناسب سياق الكلام.
٥ - لم يُعتن في هذه الطبعة بتخريج الأحاديث، ولا الكلام على أسانيدها، ولا استنباط فوائد الاستخراج من تلك الأحاديث المستخرجة.
تقديم / 13
- ص -
ومن ثمَّ تبنت كلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية تحقيق هذا الكتاب ودراسته، فحقق أكثره في أربع عشرة رسالة علمية خلال عدة سنوات، تمَّ توزيعها على طلاب الدراسات العليا ببرنامجي الدكتوراه والماجستير، وهم -وفق عملهم من أول الكتاب- على النحو التالي:
١ - الباحث: عباس صفا خان شهاب الدين التركستاني - يرحمه الله تعالى - وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم علوم الحديث بكلية الحديث الشريف، وبدأ من أول الكتاب من كتاب الإيمان إلى نهاية باب إيجاب غسل اليدين على المستيقظ من النوم من كتاب الطهارة، دراسة وتحقيق، ويقع في ١٢٤٥ صفحة.
٢ - د. بابا إبراهيم الكمروني، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم علوم الحديث بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من باب الدليل على أن أمر النبي ﷺ للمستيقظ من النوم غسل يديه على الإباحة إلى حظر الكلام في الصلاة بعد إباحته فيها، دراسة وتحقيق، ويقع في ٦٣٢ صفحة.
٣ - د. محمد محمدي بن محمد جميل الأفغاني، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من باب بيان حظر الكلام في الصلاة إلى نهاية بيان الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف من كتاب الصلاة، دراسة وتحقيق، ويقع في ١٣٢٥ صفحة.
٤ - د. عبد الله بن محمد بن حافظ، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم علوم الحديث بكلية الحديث الشريف، وبدأ من باب ذكر الخبر المبين أن النبي ﷺ صلى الكسوف ثمان ركعات إلى باب الوقت الذي يحل للصائم الإفطار فيه، دراسة وتحقيق، ويقع في ٥٧١ صفحة.
تقديم / 14
- ض -
٥ - د. بشير علي عمر النيجيري، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم علوم الحديث بكلية الحديث الشريف، وأوله من باب بيان الترغيب في تعجيل الإفطار للصائم إلى نهاية باب الدليل على الإباحة للإمام أن يؤخر الصدقة على من تجب عليه، دراسة وتحقيق، ويقع في ٤٨٣ صفحة.
٦ - الباحث: سراج الحق محمد هاشم، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم علوم الحديث بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من باب بيان الإباحة للمحرم غسل رأسه ودلكه رأسه بالماء إلى نهاية باب عقاب من يريد بالمدينة سوءًا وبأهلها من كتاب الحج، دراسة وتحقيق، ويقع في ١٠٠٧ صفحة.
٧ - د. محمد مكي عبد الله عطاء الله، وبحثه قدم لنيل درجة الدكتوراه بقسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من أول فضائل القرآن إلى نهاية كتاب الطلاق، دراسة وتحقيق، ويقع في ٦١٤ صفحة.
٨ - د. عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد الغضية، وبحثه قدم لنيل درجة الدكتوراه بقسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من أول كتاب العتق إلى نهاية أبواب النذور من السفر الثالث، دراسة وتحقيق، ويقع في ٦٢١ صفحة.
٩ - د. سالم بن عمر بن أحمد باعبد الله، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم علوم الحديث بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من أول كتاب الأيمان إلى آخر كتاب الحدود، دراسة وتحقيق، ويقع في ٦١٣ صفحة.
١٠ - د. رباح بن رضيمان بن تركي العنزي، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من أول كتاب الأحكام إلى نهاية باب عفو النَّبي ﷺ عمن دعاه إلى الإيمان بالله ﷿ فرد عليه قوله ... من كتاب الجهاد، دراسة وتحقيق، ويقع في ١٠٠٩ صفحات.
تقديم / 15
- ط -
١١ - د. هاني بن أحمد بن عمر فقيه، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من باب صفة حفر الخندق من كتاب الجهاد إلى باب إباحة صيد الأرنب وأكله من كتاب الصيد، دراسة وتحقيق، ويقع في ٨٥٢ صفحة.
١٢ - د. عمر بن مصلح الحسيني، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من باب إباحة صيد الجراد إلى نهاية المجلد الرابع، دراسة وتحقيق، ويقع في ١١١١ صفحة.
١٣ - د. أحمد بن حسن الحارثى وبحثه قدم لنيل درجة الدكتوراه بقسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من باب التشديد في اتخاذ الصور في البيوت من كتاب اللباس إلى نهاية باب مناقب سودة من كتاب المناقب، دراسة وتحقيق، ويقع في ١٠٩٩ صفحة.
١٤ - د. عبد الله بن محمد بن سعود آل مساعد، وبحثه قدم لنيل درجة الماجستير بقسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف، ويبدأ من مناقب أم سليم من كتاب المناقب إلى باب الدعاء الذي يجب على من يسلم أن يدعو به من كتاب الدعوات، دراسة وتحقيق، ويقع في ٩٢٣ صفحة.
بيد أن هذه الجهود المتضافرة باتت حبيسة الخزائن، ولم يتهيأ نشرها، والإفادة منها وذلك للأسباب التالية:
١ - سعة القدر المحقق من الكتاب حيث اشتمل على ١١٨٨٢ حديثًا وأثرًا، وقد تم تحقيقه في ١٢١١٩ صفحة، فهو موسوعة حديثية تحتاج إلى جهد جماعي لإخراجها منتظمة في نسق واحد من أولها إلى آخرها.
٢ - ضرورة التنسيق بين مادة الكتاب متباعدة الأطراف.
تقديم / 16
- ظ -
٣ - اشتمال النص المحقق على عدد ضخم جدًّا من رواة الأسانيد وقع تكرار في ذكر تراجمهم لتعدد الباحثين في الكتاب، مما يستلزم ضرورة النظر في التراجم جميعها، وإبقاء ما يلزم منها وحذف المكرر.
٤ - احتواء مقدمات الباحثين، ودراساتهم للكتاب، على مواد عديدة متعلقة بالنص المحقق، كلٌّ وفق القسم الخاص به، والمواد المذكورة كلها بحاجة إلى من ينسقها لتنتظم في مقدمة واحدة تكون مدخلًا للنص المحقق.
٥ - وجود قدر من الكتاب لم يتهيأ تحقيقه، ودراسته (^١)، يلزم تحقيقه وفق منهج تحقيق الكتاب.
٦ - كانت للأعمال السابقة فهارس متنوعة، اختص كل عمل منها بفهرسة مواده المتعلقة به فقط، وإخراج الكتاب جميعه يستلزم إعداد فهارس علمية شاملة للكتاب.
وقد رأت الجامعة الإسلامية إخراج هذا السفر الكبير ليكون لبنة جديدة تضاف إلى لبنات سابقة في صرح إصدارات الجامعة من ذخائر علوم السنة النبوية، وإضافة لمطبوعات المكتبة الحديثية، وفق مشروع علمي، استلزم تنفيذه تكوين فريق
_________
(^١) حقق منه قطعة يسيرة أثناء العمل: د. رباح بن رضيمان بن تركي العنزي، بدأ من باب الدَّليل على وجوب الزَّكاة في حليّ النساء من كتاب الزكاة إلى نهاية باب الدَّليل على حظر تسويف الصَّدقة والزكاة من الكتاب نفسه، ويقع البحث في ١٣٤ صفحة. وأتم ذلك د. عبد الله بن محمد مدني بن حافظ، حيث بدأ من باب الخبر الموجب لأداء الصدقة في صحة البدن من كتاب الزكاة، إلى باب ذكر الخبر الموجب الإنفاق في الطاعة من الكتاب نفسه، ويقع بحثه في ١٥١ صفحة، والقدر المتبقى يقع في آخر الكتاب ويحققه فريق علمي بإشراف عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية.
تقديم / 17
- ع -
عمل من الباحثين يُعنى بتنسيق مواد الكتاب وخدماته المتعددة، وإخراجه في صورة متناسقة ومناسبة، بإشراف عمادة البحث العلمي.
ولا مرية في أن إخراج هذا السفر بخدماته التي أسهم في بنائها أربعة عشر باحثًا متخصصًا يمثل لبنات يعلو بها صرح المكتبة الإسلامية، وتنتظم الجهود المبذولة فيه في أغراض التَّآليف المعتبرة (^١)، وبفضل الله تعالى تمَّ إنجاز واحد وعشرين جزءًا منه أُعِدَّت للطباعة والنشر، ويجري العمل حثيثًا لاستكمال آخره بمشيئة الله تعالى.
_________
(^١) قال ابن حزم في رسالته فضل الأندلس وذكر رجالها (٢/ ١٨٦ ضمن رسائل ابن حزم) عقب تعداده كتب أهل الأندلس في شتى العلوم: "إنما ذكرنا التآليف المستحقة للذكر، والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلف عاقل عالم إلا في أحدها وهي السبعة، وهي: إمَّا شيء يخترعه لم يسبق إليه، أو شيء ناقص يتمه، أو شيء مستغلق يشرحه، أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه، أو شيء متفرق يجمعه، أو شيء مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه صاحبه يصلحه، وأمَّا التآليف المقصرة عن مراتب غيرها فلم نلتفت إلى ذكرها ... ".
ونظم هذا، فقيل فيه:
في سبعة حصروا مقاصد العقلا ... من التآليف فاحفظها تنل أملا
أبدع تمام بيان لاختصارك في ... جمع وترتيب واصلح يا أخي الخللا
تقديم / 18
- غ -
خطة العمل في المشروع والمنهج المتبع في تنفيذها
أولًا: خطة العمل في المشرع
انقسم العمل في المشروع إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى: خدمة قسم دراسة الكتاب ومؤلفه، من خلال مواد دراسات الرسائل السابق ذكرها، لتصبح الدراسة في ثلاثة فصول:
الفصل الأول: ترجمة المؤلف، وتشمل أحد عشر مبحثا:
المبحث الأول: اسمه كنيته ونسبته وبلدته.
المبحث الثاني: مولده ونشأته وأسرته.
المبحث الثالث: رحلاته.
المبحث الرابع: شيوخه.
المبحث الخامس: تلاميذه.
المبحث السادس: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
المبحث السابع: عقيدته.
المبحث الثامن: دراسة فقه المصنف من خلال تراجم أبوابه.
المبحث التاسع: أبو عوانة والنقد.
المبحث العاشر: مؤلفاته.
المبحث الحادي عشر: وفاته.
الفصل الثاني: دراسة الكتاب، وتشمل عشرة مباحث:
المبحث الأول: بيان اسم الكتاب.
تقديم / 19
- ف -
المبحث الثاني: توثيق نسبة الكتاب للمؤلف.
المبحث الثالث: مصادره في كتابه.
المبحث الرابع: درجة أحاديث الكتاب.
المبحث الخامس: درجة رجال أبي عوانة.
المبحث السادس: دراسة الزوائد والمعلقات في المستخرج.
المبحث السابع: دراسة موضوع الكتاب وبيان معنى الاستخراج.
المبحث الثامن: أهمية كتاب أبي عوانة وعناية العلماء به.
المبحث التاسع: بيان منهج المؤلف في كتابه.
المبحث العاشر: وصف النسخ الخطية، وتراجم رجال أسانيدها، ودراسة السماعات الموجودة عليها.
الفصل الثالث: مقارنة بين مستخرجي أبي عوانة وأبي نعيم من خلال كتابيِّ الصوم والزكاة، وفيه أحد عشر مبحثًا:
المبحث الأول: في تسمية الكتابين، وموضوعهما، وقيمتهما العلمية.
المبحث الثاني: مقارنة مقدمة الكتابين.
المبحث الثالث: السبب الباعث للمؤلفين على تأليف كتابيهما.
المبحث الرابع: منهجهما في الاستخراج، وتحقيقهما لشرطه.
المبحث الخامس: منهجهما في التبويب وتراجم الأبواب.
المبحث السادس: الصناعة الحديثية في الكتابين.
المبحث السابع: فيما تضمنه الكتابان من أنواع علوم الحديث.
المبحث الثامن: ما اشتمل عليه الكتابان من فوائد الاستخراج.
تقديم / 20
- ق -
المبحث التاسع: الرواية عن المتكلم فيهم في الكتابين.
المبحث العاشر: العلل واختلاف الرواة في الكتابين.
المبحث الحادي عشر: الأحاديث الزوائد في الكتابين، ثم خلاصة المقارنة.
المرحلة الثانية: إعداد النص المحقق في هذا القسم بتنسيق البحوث المقدمة فيه، ومعالجة نصوصه، واستكمال ما لم يحقق منه.
ثانيًا: المنهج المتبع في تنفيذ خطة المشروع.
روعي في منهج العمل المحافظة على مناهج المحققين التي اعتمدت في رسائلهم وبحوثهم، فلم يكن ثمة تغيير فيها سوى ما يتعلق بتنسيق المادة العلمية، وقد اتبع الفريق لتنفيذ خطة المشروع المنهج التالي:
أولًا: مرحلة خدمة قسم دراسة الكتاب ومؤلفه.
١ - مراجعة كافة دراسات التحقيق للمباحث المذكورة في خطة المشروع، والعمل على استيعاب موادها المشتركة في قالب موحد، وتنسيق عبارات الباحثين في ذلك.
٢ - مراعاة المباحث التي اختص بها بعض الباحثين دون البعض الآخر، وتنسيق مادتها وفقًا لخطة المشروع، مع التنبيه على مقدار تعلقها بمحتوى الكتاب، كما هو الشأن في الفصل الثالث من دراسة الكتاب بهما خصص للمقارنة بين مستخرجي أبي عوانة وأبي نعيم من خلال كتابيِّ الصوم والزكاة، وذلك لوجود هذه المقارنة في بعض دراسات الكتاب دون البعض الآخر.
تقديم / 21