59

La musique et le chant chez les Arabes

الموسيقى والغناء عند العرب

Genres

وفي الأغاني (ج5 آخر ص58): علي بن هارون حدث عن محمد بن موسى اليزيدي قال: حدثتني «دمن» جارية إسحاق الموصلي، وكانت من كبار جواريه وأحظى من عنده، ولقيتها فقلت لها: أي شيء أخذت من مولاك من الغناء؟

فقالت: لا والله ما أخذت عنه شيئا ولا أخذت عنه واحدة من جواريه صوتا، وكان أبخل بذلك، وما أخذت منه قط إلا صوتا واحدا، وذلك أنه انصرف من دار الخليفة وهو مثخن سكران فدخل إلى بيت كان ينام فيه، فرأى عودا معلقا ، فأخذه بيده وقال لخادمه: يا غلام صح لي بدمن، فجاءني الغلام، فخرجت، فلما بلغت الباب إذا هو مستلق على فراشه والعود في يده، وهو يصنع هذا الصوت ويردده، وقد استخفر في نغمة وتنوق فيها حتى استقام له (صوت):

ألا ليلك لا يذهب

ونيط الطرف بالكوكب

وهذا الصبح لا يأتي

ولا يدنو ولا يقرب

فلما سمعته علمت أني إن دخلت إليه أمسك، فوقفت أستمعه حتى فرغ منه وأخذته عنه، فلما فرغ منه وضع العود من يده، وذكر أنه طلبني فقال: يا غلام، أين دمن؟ فقلت: ها أنا ذا، فقال: مذ كم أنت واقفة؟ فقلت: منذ ابتدأت بالصوت، وقد أخذته، فنظر إلي نظر مغضب أسف، ثم قال: غنيه، فغنيته حتى استوفيته، فقال لي وقد فتر وخجل: قد بقيت عليك فيه بقية أنا أصلحها لك، فقلت: لست أحتاج إلى إصلاحك إياه، وقد والله أخذته على رغمك، فضحك.

ولحن هذا الصوت من الهزج بالبنصر، والشعر والغناء لإسحاق. (6) الصيحة في اللحن

في «أزاهير الرياض المريعة» للبيهقي (ص154): الألحان عند المغنين، هي الطرق والجماعات من الغناء، وفي «الأغاني» (ج5 ص93): الصياح: رمل نادر وابتداؤه صياح.

وفي (ص102): وصف صنعة إسحاق وغنائه، وفيه كلمات من اصطلاح الغناء مثل: الصياح والإسجاح.

Page inconnue