Musique orientale : son passé, son présent, son développement futur
الموسيقى الشرقية: ماضيها، حاضرها، نموها في المستقبل
Genres
فلما غنتهم الجرادتان بهذا قال بعضهم لبعض: يا قوم، إنما بعثكم قومكم يستسقون بكم، فقاموا ليدعوا وتخلف لقمان - وكانوا إذا دعوا جاءهم نداء من السماء أن سلوا ما شئتم؛ فتعطون ما سألتم - فدعوا ربهم، واستسقوا لقومهم، فأنشأ الله لهم ثلاث سحابات بيضاء وحمراء وسوداء، ثم نادى مناد من السماء : يا قيل ، اختر لقومك ولنفسك واحدة من هذه السحائب. فقال: أما البيضاء فجفل، وأما الحمراء فعارض، وأما السوداء فهطلة، وهي أكثرها ماء، واختارها، فنادى مناد: قد اخترت لقومك رمادا رمددا لا تبقي من عاد أحدا، لا والدا ولا ولدا إلا تركته همدا.
ولما عاد الوفد لقومهم، وبينما هم ينتظرون الغيث، وإذا بالسحابة قد خرجت عليهم، وقبل أن يتبينوا ما فيها من العذاب فرحوا واستبشروا، وقالوا: هذا عارض ممطرنا، فقيل لهم: بل هو ما استعجلتم به؛ ريح فيها عذاب أليم، تدمر كل شيء بأمر ربها، فسلطها الله عليهم فأهلكتهم ودمرت مساكنهم، وذكر الله خبرهم في القرآن إذ قال:
سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما * فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية * فهل ترى لهم من باقية .
أما جرادتا النعمان، فكل ما علم عنها أنهما كانتا قينتين تغنيانه، والغالب أنه سماهما بالجرادتين تشبيها لهما بجرادتي عاد.
وكذلك جرادتا عبد الله بن جدعان، وقد سماهما أيضا جرادتي عاد، وقد وهبهما لأمية بن أبي الصلت، الشاعر الذي كان يفد عليه ويمدحه، ولا يعلم من غنائهما إلا صوتان «لحنان»؛ أحدهما أوله:
أقفر من أهله مصيف
فبطن نخلة فالعريف
ولحنه من خفيف الثقيل، وهو من المائة صوت المختارة، والثاني أوله:
عطاؤك زين لامرئ إن حبوته
ببذل وما كل العطاء يزين
Page inconnue