وقتها، عندما كنت أحضن من الخلف وجسمي كله ملتصق به وتلتوي رأسي يمينا ويسارا، لمحت سريعا شيئا يلمع عند طرف عيني.
بجوار السرير رف صنع إضافيا له، وفي وسط الأشياء الصغيرة التي وضعت بعشوائية في الرف من كتب وخلافه، عرفت أن ما يلمع هناك هو مقص خياطة غربي. تعمدت أن ألوي رأسي تجاه ذلك المقص وجربت أن أمد يدي نحوه. عندما تحررت يدي اليمنى التي كانت مقيدة الحركة، كان نصف جسدي مقيد الحركة من خلال جسد شقيقي، وعرفت أن ذراعيه لم تعد تمسك بذراعي.
فوجدت متسعا لكي أمسك المقص بيدي، وأخفيه أسفل الوسادة فقط دون أن تراني الفتاة. كانت الغرفة معتمة، وهي في حالة سكر شديد، عيناها تحملقان في الفراغ.
مع شدة ارتباكي هذا كانت مؤخرة رأسي باردة مثل الثلج وفي هدوء شنيع، فبدأت أفكر كما يلي. [لا بأس. لأجعله الآن يفعل ما يريد. ولكن عندما ينتقل إلى الفعل الرئيس سأطعنه بهذا المقص وأقتله. إن رفعت المقص ولوحت به بكل قوتي ثم غرزته في عنقه سيموت بالتأكيد. ثم لا بأس أن أنتحر أنا أيضا بعد ذلك، وإن مات الشقيقان هكذا فمن المؤكد أن الأحلام النقية ستلتحم معا في المستقبل، وتحقق أحلامي وأحلامه.]
ولكن عندما فكرت فيما بعد، كان مثل هذا التفكير الهادئ تفكيرا ماكرا. كان تفكيرا خاطئا. إن كنت سأقتله حقا، فقد كان يجب علي فعل ذلك في اللحظة التي أمسكت فيها بالمقص في يدي.
وأنا قابضة على المقص بيدي تحت الوسادة، آه يا دكتور، أصبحت غير قادرة على استخدامه. المقص الذي يفترض أنني لو استخدمته لكنت أستطيع الذهاب إلى الجنة، ولكنني سقطت في الجحيم فقط بسبب عدم استخدامه. لماذا لم أستطع استخدامه يا دكتور؟ إنني كلما أفكر في ذلك حتى الآن أشعر أن جسمي يتجمد من الرعب. حتى وسط فظاظة العنف، فجأة تذكرت من حركة أصابعه الرقيقة ذلك الإحساس الذي شعرت به وأنا في الصف الثالث الابتدائي؛ ذلك الإحساس الذي لا يمكن أن أنساه والذي ظللت أنتظره في خجل على أحر من الجمر، وأريد منه أن يكرره مرة أخرى في وقت ما.
وكان المقص يرتعش بين أصابع يدي مصدرا صوت قصقصة وأنا أفكر: يا له من شيء حقير! وسمعت من تحت الوسادة ذلك الصوت المحبب لصياح المقص الذي خان ضميري. لقد حقدت على ذلك المقص. آه، إن ذلك المقص هو السبب! لقد قلت إن كل ما حدث بسبب ذلك المقص؛ لأنه لم يؤد وظيفته. وكان من المؤلم الاحتفاظ به بين أصابعي، وأخيرا جعلته ينزلق في الفراغ الذي بين السرير والحائط. فسقط المقص في تلك الهوة المظلمة بلا صوت.
لقد فقدت يا دكتور، في ذلك الوقت، ضميري فقدانا نهائيا، وأصبحت امرأة فاضحة. تركت نفسي للجحيم. ليس من أجل أحد بل بفضل ذلك المقص!
ومنذ ذلك الوقت ظهر المقص في أحلامي مرة بعد مرة، وارتبط مع ذكريات الطفولة الساذجة، وأصبح رمزا يهدد ضميري على الدوام. هل تفهمني؟» ... سمعت اعترافات ريكو تلك عن ماضيها بلا راحة.
إن لم تكن تلك هي حقيقة الاعترافات الإنسانية، فماذا تكون؟! إن ارتبت وقلت إنها كذب، فكأنني أنكر كل خبراتي في التعامل مع العديد من البشر في التحليل النفسي.
Page inconnue