الأصلية هي جملة تحتوي على أمنية؛ أي إن معناها: «يا ليت الجسم السليم يحمل عقلا سليما.» وهو ما يجب أن نقول عنه إنه يحمل مغزى عميقا حقا.
ومع أنه مرض نفسي أيضا، إلا أن المرأة المصابة بهيستيريا تعاني معاناة جسدية، ولكن الرجل المصاب بمرض الوسواس القهري (Compulsive Neurosis)
مثلا تكون أغلب الأعراض هي معاناة فكرية وتجريدية. ومن سخرية القدر أنه في الوقت الذي أصبح فيه الجميع في هذا المجتمع لا يقرءون الكتب، نجد الشباب بصفة خاصة - وهم الأبرز في كراهية القراءة - يعانون معاناة فكرية لأول مرة بفضل المرض النفسي. وحتى دون انتظار لمعرفة رأي فرويد، فمن المؤكد أن سبب مرضهم النفسي هو الجنس؛ لأن الغريزة الجنسية للرجل هي في أصلها غريزة فكرية، وعندما تبدأ الغريزة الجنسية الفكرية في التسامي، تظهر علانية فجاجة الفكر التجريدي، وتصير هي نواة المعاناة الفكرية. ومن الاكتشافات المشوقة بالنسبة لي، أن أغلب شباب هذا العصر في اليابان؛ رغم الظن أن الحرية الجنسية تحققت بالكامل، وأيضا مع حياتهم في اليابان الحالية - والتي تختلف عن الدول الغربية في عدم وجود ضغط ديني - ما زالوا يعانون أنواعا مختلفة من الكبت الجنسي.
نعود للشاب «ذي السترة السوداء»، فقد ظهر في عيادتي في الموعد الذي حددته باليوم والساعة. ومقارنة بالاتجاهات الحالية التي ذكرتها عاليه، فقد كان ينتمي بشكل كبير إلى نوع «الوهن النفسي» التقليدي. بالتأكيد كانت عيناه صافيتين، ووجهه وسيما أبيض رقيقا كأنه نحت من العاج، ويعطي إحساسا بأنه يشبه قليلا «أمير تشانغ آن»،
6
ولكن من الخسارة المحزنة أنه كان كأنه بلا روح حية. ولكن أعتقد أن ذلك أيضا حكم مسبق مني نشأ بسبب رسالة ريكو، لم يأت اليوم مرتديا السترة السوداء رمز العزلة، بل بدلة أنيقة فاتحة اللون، ويمكن بسهولة من خلال ملابسه تلك تخيل أنه ابن عائلة غنية.
وأخذت عنه انطباعا جيدا جدا لمجيئه في موعده. وعندما طلبت منه أكيمي أجرة الكشف الأول، دفعها ببساطة، ثم أطاعني ودخل غرفة التحليل النفسي.
بعد أن أدار بصره بقلق على حوائط غرفة التحليل النفسي التي ليس بها شيء سأل: «هل هذه الغرفة هي التي تأتيها الآنسة ريكو يوميكاوا دائما؟»
لم يكن سؤالا غير متوقع مطلقا بالنسبة لي. - «كلا، إنها مختلفة. إن لدينا ثلاث غرف متشابهة للتحليل النفسي. والغرفة التي استخدمتها في التحليل النفسي للآنسة يوميكاوا هي الغرفة المجاورة؛ لأنني فكرت أنه من الأفضل تغيير الغرفة.» - «ما معنى ذلك؟» - «ليس هناك معنى بدرجة هامة.»
قال الشاب: «هكذا من البداية! لهذا أنا أمقت التحليل النفسي!»
Page inconnue