فعرفت أنه السيد ريوئتشي حقا وليس أخي.
في تلك الليلة ذهبت معه إلى الفندق بعد أن عرض هو ذلك، وبعد أن أخطأت مرة بينه وبين أخي، لم أستطع المقاومة. أيقنت أنني أحبه فعلا. ولكن جاءت المقاومة بعد ذلك. منذ الليلة الأولى لم أشعر بشيء. كان السيد ريوئتشي منهمكا ومتحمسا فلم ينتبه لبرودي، ثم بعد عدد من المرات بدأ يقتنع أن الأمر بسببه هو وبدا وكأنه يريد الاعتذار لي ...
في الليلة الأولى كانت تتصارع داخلي فكرتان. كانت الأولى هي أمل عظيم مثل الحلم أن يكون السيد ريوئتشي هو أخي، وأتمكن من إعادة بعث ذلك الشعور المعسول الطاغي الذي يستطيع التحكم والسيطرة على حياتي كلها مثل تلك الليلة عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي . وكانت الفكرة الثانية رعبا ميتافيزيقيا يتخطى الواقع؛ فلو كان السيد ريوئتشي هو أخي، فمن المحرم علينا النوم معا، ولا يجب مطلقا أن أحصل منه على متعة.
واستمر تأثير تلك الأفكار يا دكتور حتى الآن مسببا لي المعاناة. كما تفضلت يا دكتور بالقول، ربما فعلا أنا أريد أن أبقى أمام السيد ريوئتشي بنفس برودي الجنسي مهما حدث؛ لأنني أرى أخي والسيد ريوئتشي نفس الشخص. وهذا هو انتقامي الأخير من أخي الذي أظهر أمامي وأنا في الصف الرابع الابتدائي علاقته الآثمة مع عمتي.»
ظهرت على وجه ريكو، التي انتهت من الحكي، ملامح جليلة مهيبة وصافية لم تظهر عليها من قبل. وشعرت بإثارة شديدة أن طريقة علاجي بالتحليل النفسي بدأت تظهر ثمار النجاح الحقيقية. ... ولكن الواقع لم يكن يحمل نتيجة مثالية لتلك الدرجة.
14
لم يسبق لي مطلقا أنني كنت مشتاقا إلى الزيارة التالية لمريض بمثل هذه الدرجة من الاشتياق. إن الزيارة التالية لريكو ستكون الزيارة الرابعة والجلسة الثالثة من جلسات العلاج. من أول لقاء معها في يوم خريفي معتدل. مر بالفعل ما يقرب من شهر، وبدأ الإحساس بطقس بدايات الشتاء البارد، وعلى سبيل المثال بدأت تنتشر في الجو أنوار النيون الأبيض المفسدة للمتعة فوق أغصان أشجار الطريق العارية.
كانت عيادتي غريبة إلى حد ما، فعندما يكون الناس لديهم وقت فراغ، تصبح العيادة أيضا فارغة، وعندما ينشغل أفراد المجتمع تزدحم العيادة، وليس السبب فقط هو موقعها في حي هيبيا بوسط العاصمة. مثلا في الصيف، تكون العيادة عموما هادئة تماما، ثم تصبح مزدحمة مع مرور الوقت في اتجاه نهاية السنة الميلادية، وفي بداية العام - حتى وإن كانت العيادة فارغة قليلا - فترة اختبارات دخول الجامعات في يناير وفبراير، وفترة إقفال حسابات الشركات والمؤسسات الحكومية في مارس، ويميل المرضى للزيادة في تلك الفترة التي كانت تسمى في الماضي «بدايات الربيع». وفي الصيف، وبسبب الإفراط في مشاهدة مباريات البيسبول الليلية في التلفزيون، يأتي مرضى مصابون بحالة رؤية الأوهام أو الإصابة بطنين الأذنين بسبب تدافع الموجات الكهربائية في الرأس ، ولكن عند التعامل مع مثل هؤلاء المرضى يبدأ الحديث وينتهي كله بالكلام عن لعبة البيسبول.
من ضمن الحالات الغريبة مؤخرا، رجل أمريكي في السابعة والستين من العمر؛ شعر رأسه أبيض بالكامل، يملك شركة خاصة صغيرة في مدينة أمريكية صغيرة، جاءني بخطاب توصية من طبيب نفساني كان صديقا لي عندما كنت أعيش في أمريكا، نصحه صديقي هذا بزيارة اليابان، ومن ثم زيارتي.
كان خطاب التوصية يذكر ببساطة بعض الحقائق من نتيجة تحليل صديقي، منها أن ذلك العجوز كان يتبع بتطرف طائفة التطهيريين (البيوريتان)، فهو حتى وصوله لذلك العمر لم يعرف امرأة أخرى غير زوجته، وعندما وصل إلى ذلك العمر هجمت عليه فجأة أعراض الإحباط من عدم إشباع رغباته، فأهمل في عمله. وكانت طريقة العلاج بسيطة أيضا؛ إذ نصحه أن يسافر إلى اليابان (وهو أمر يدل على الاستهزاء الشديد باليابان)، بمفرده بحجة العمل، واللهو كما شاء مع نساء اليابان.
Page inconnue