ويبدو أن شرحي المنطقي أقنع «أكيمي» إقناعا تاما، ولكن مع ذلك ظلت نقطة أن المرأة المصابة بالبرود الجنسي تقيد الرجل ولا تتقيد به، تسحر لب «أكيمي» مثل بيت شعر جميل. فهذا جعلها تشعر بأنه انتصار من جانب واحد في معركة الحب.
وأدى ذلك في النهاية إلى أن يرتفع صوتي غاضبا: «إلى هذه الدرجة تريدين الإصابة بالهيستيريا؟! هل تريدين أن يتعاطف معك الناس بتلك الرجفة في الوجه؟»
فعادت أكيمي إلى رشدها أخيرا. وفي تلك الليلة صرخت «أكيمي» من اللذة وأنا أضاجعها، وبعدها بكت قليلا بلا سبب. إن كانت «ريكو» هي سبب إصابة امرأة سليمة الصحة بالخنوع والضعف تجاه صحتها تلك - وهو أمر يجب القلق منه - فليس أمامي إلا الشعور بالرعب من فعالية وتأثير الإعاقة التي تكمن داخل مرض البرود الجنسي؛ والتي تشبه سما باردا يطال الآخرين. ... ولأعترف أنني في الواقع ربما تأثرت شخصيا في تلك الليلة أكثر مما تأثرت «أكيمي».
لقد أحسست في لحظة ما أثناء المضاجعة، أن موسيقى الأسطوانة انتهت، فكانت الإبرة مستمرة في الدوران وهي تحك حكا خفيفا في فجوات الأسطوانة الخالية من الصوت، أحسست أنني أسمع صوت ذلك الاحتكاك المبحوح. ترسم تلك الفجوات مدارا لا نهائيا، ولا ينتهي الصدى المبحوح إلى الأبد، وفي الوقت الذي التقطت أذناي ذلك، شعرت أن ذلك الصوت المبحوح مستمر منذ قديم الأزل. وإذ فكرت في ذلك أحسست أن نهاية موسيقى تلك الأسطوانة، كانت في ماض سحيق ، ماض بعيد بعدا لا تستطيع ذاكرتي أن تعود منه حتى تصل إليه. لقد ماتت الموسيقى في ماض بعيد جدا.
وإذ أحسست بذلك في تلك اللحظة، هززت رأسي وهربت من تلك الأوهام، وانهمكت مجددا فيما أفعله أمام عيني. ففي الأصل لا يوجد مشغل أسطوانات في غرفة نومي ولا توجد أسطوانة تدور.
8
الرسالة التي جاءت من ريكو. «إلى الدكتور شيومي
أعتذر عما حدث في المرة السابقة. فمع أنك يا دكتور أعطيتني تلك الإرشادات بجدية مرات عدة، إلا أنني كما توقعت، لم أستطع الحديث بصراحة وتجرد من الذات؛ ولذا كرهت نفسي تلك كرها لا يحتمل.
في الواقع إنني أتذكر المقص الذي تحدثت عنه وقتها بوضوح تام. ولكنني تعمدت التحدث عنه بتلك الطريقة الملتوية.
كنا في طفولتي نلعب جميعا أمام مخزن بيت شون، وجاء أحد الأطفال بمقص، وقال لنلعب لعبة [جان كن]
Page inconnue