221

Difficultés du hadith et leur explication

مشكل الحديث وبيانه

Enquêteur

موسى محمد علي

Maison d'édition

عالم الكتب

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1985 AH

Lieu d'édition

بيروت

وَقَالَ بَعضهم مَعْنَاهُ أَن الْقُرْآن لَو كتب فِي جلد ثمَّ طرح الْجلد فِي النَّار مَا أحرقته النَّار وَذَلِكَ فِي عهد رَسُول الله ﷺ لنبوته
وَقَالَ قوم تَأْوِيله أَن الْقُرْآن لَو كتب فِي جلد ثمَّ طرح الْجلد فِي النَّار مَا احْتَرَقَ أَي مَا أحترق الْقُرْآن
بِمَعْنى أَنه لم يبطل وَلم يندرس وَإِنَّمَا يندرس المداد ويحترق الْجلد دون الْقُرْآن وَهَذَا مثل قَوْله ﷺ حاكيا عَن الله سُبْحَانَهُ ﴿إِنِّي منزل عَلَيْك كتابا لَا يغسلهُ المَاء﴾
وَلم يرد أَنه لَو كتب الْقُرْآن فِي شَيْء وَغسل بِالْمَاءِ لم يغْتَسل إِنَّمَا أَرَادَ أَن المَاء لَا يُبطلهُ وَلَا يفنيه فَكَذَلِك قَوْله مَا احْتَرَقَ أَي فِي حَقِيقَة الْأَمر لَا يبطل وَلَا يندرس وَمثل هَذَا كثير قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَلَا يكتمون الله حَدِيثا﴾ وهم قد كتموا الله لما قَالُوا ﴿وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين﴾
وَإِنَّمَا أَرَادَ وَلَا يكتمون الله فِي حَقِيقَة الْأَمر لأَنهم فِيمَا كتموه لم يغب مَا كتموه عَن الله وَإِنَّمَا توهموا أَنهم كتموه
وَذهب ذاهبون من أَصْحَابنَا إِلَى أَنه لَا يَصح أَن يكون مَعْنَاهُ إِن من حفظ الْقُرْآن لم يعذب بالنَّار لِأَنَّهُ قد رُوِيَ فِي الْخَبَر عَن النَّبِي ﷺ قَالَ

1 / 284