Problèmes avec des étrangers : Une étude en philosophie morale

Cabd Rahman Majdi d. 1450 AH
8

Problèmes avec des étrangers : Une étude en philosophie morale

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Genres

3

إن النظام الخيالي هو عالم تعيد فيه الأشياء نفوسنا إلينا، إن كانت لدينا ذات عازمة بدرجة كافية على تقديره؛ فهو مجال نقي تكون فيه المعرفة سريعة وقاطعة كالإحساس.

وفي هذا التكوين المميز للفضاء النفسي حيث لا يوجد بعد أي ذات أو مركز للوعي واضح التنظيم، لا يمكن أن تكون هناك أي غيرية حقيقية، فمكنوني «موجود بالخارج» نوعا ما باعتباره ظاهرة من بين غيرها من الظواهر، بينما يرتبط ما هو بالخارج برابطة حميمية معي، وهو جزء من مكنوناتي الداخلية. لكنني أشعر أيضا بأن حياتي الداخلية غريبة ومنفصلة، كما لو أن جزءا من كينونتي وقع أسيرا لصورة وتجسد على يديها. ويبدو أن هذه الصورة قادرة على التأثير في ذاتي تأثيرا ينبع من نفسي ولا ينبع منها في الوقت ذاته. إذن، ففي نطاق النظام الخيالي ليس من الواضح إن كنت أنا أم كنت شخصا آخر، إن كنت داخل نفسي أم خارجها، إن كنت خلف المرآة أم أمامها. قد يتصور أي شخص أن هذا يجسد جزءا من تجربة الرضيع الذي ترضعه أمه والذي يستخدم ثدييها كما لو كانت أحد أعضائه؛ لكنها كذلك - كما هو حال الأشياء الملتبسة التي بداخلنا وخارجنا - مسألة تتعلق ب «الأشياء الجزئية»، أي أجزاء الجسم المنبثقة إلى العالم الخارجي (البراز ولبن الرضاعة وما شابه)، وهي التي تصفها ميلاني كلاين بأنها أشياء انتقالية بين النفس والآخر، بين الذات والشيء، والتي يقول لاكان نفسه عنها إنها نفس الأشياء التي تبطن الذات البشرية أو يتصور أنها تملؤها.

وهذا هو السبب في أن النظام الخيالي يتضمن ما يعرف من الناحية المتخصصة بالعبورية، التي فيها - في رابطة تعاطف بسيطة - قد يبكي الطفل عندما يرى طفلا آخر يتعثر، أو يدعي أنه هو نفسه قد ضرب عندما يضرب أحد أقرانه. ولقد حازت هذه الظاهرة على اهتمام فيلسوف ظهر في القرن الثامن عشر وهو آدم سميث؛ إذ تحدث في كتابه «نظرية العواطف الأخلاقية» عن كيف أننا «عندما نرى ضربة موجهة وعلى وشك أن تصيب ساق أو ذراع شخص آخر، فإننا بطبيعتنا ننكمش ونسحب ساقنا أو ذراعنا.» فالعبورية مجرد مثال واضح للمحاكاة المتعاطفة في حد ذاتها، وهو ما يظل إلى حد ما مسألة جسدية حتى لدى هؤلاء الذين نجحوا في التحرر من إغواءات طور المرآة. وهذا هو السبب في أن الابتسام معد، أو السبب - كما يشير سميث - في أن: «المتفرجين عندما يشاهدون راقصا يمشي على حبل متراخ يلوون أجسامهم ويوازنونها كما يرونه يفعل، وكما يشعرون أن عليهم فعله في هذا الموقف.»

4

ويبدو أن سميث يفترض أن هذه المحاكاة التلقائية هي نتيجة لما يسميه لاكان التبادل الخيالي؛ حيث نتخيل إسقاط أنفسنا في جسد الراقص. لكن هؤلاء المشاهدين هم سحرة مستقبليون يسعون لا إراديا للتحكم في حركات الساحر من خلال تمايلهم المتعاطف، مثلما يسيطر الطفل في طور المرآة بصورة كبيرة على صورته المنعكسة في ذات اللحظة التي يخضع فيها لسيطرتها؛ فالجمهور عند سميث يبقى بشخصه في نفس اللحظة التي يتقلد فيها هوية شخص آخر، وهذا الامتزاج مميز للنظام الخيالي.

فالعبورية إذن هي نوع من انطباق أو تناغم الأجسام، فأصحاب التركيب الحساس - حسبما يشير سميث - يشعرون بعدم الارتياح أو بالرغبة في الحك عندما يرون تقرحات في جسم متسول، بينما من الأرجح أن النظر إلى عينين متقرحتين لشخص آخر سيجعل عينيك تفيضان حنانا. وفي النهاية، فإن التصور الوحيد المرضي لهذه الحالة هو وجود جسدين اتحدا معا في جسد واحد، مثلما كان كليم يوبرايت وأمه في رواية توماس هاردي «عودة المواطن» يتحدثان معا كما لو أن «أحاديثهما كانت ... تجري بين اليد اليمنى واليد اليسرى لنفس الجسم.» ويحقق جود فولي وسو برايدهيد في رواية هاردي «جود الغامض» «هذا التفاهم المشترك التام الذي تكون فيه لكل لمحة وكل حركة نفس فاعلية الكلام في نقل المعلومات بينهما، وتجعلهما تقريبا كجزأين لكل واحد.» والرابطة العاطفية بين والتر شاندي والعم توبي في رواية لورنس ستيرن - وهي علاقة تقوم على الإيماءات والبديهة والتواصل غير اللفظي - مثال آخر على ذلك. وستتاح لنا الفرصة للعودة إلى فكرة الجسد باعتباره لغة، لاحقا في هذا الكتاب.

على نحو ما، يمكن النظر إلى الصداقة باعتبارها نسخة البالغين من النظام الخيالي؛ ففي الصداقة - حسبما يشير أرسطو في كتاب «الأخلاق» - يكون الآخر هو أنت وليس أنت؛ بحيث يعيد هذا الامتزاج والتداخل في الهويات صناعة طول المرآة لكن على مستوى أعلى. وكما كتب ميشيل دي مونتين في مقاله الرائع عن الصداقة: «الشيء الوحيد الذي يسعدني في أن يكون لي صديق هو أن ما ليس لي صار لي.»

5

ويضيف أن علاقته بأعز أصدقائه لم تترك لأي منهما شيئا يخصه؛ فلا شيء يخص صديقه أو يخصه هو. ويعلق قائلا: «إن اضطررت لأقول سبب حبي له، فأشعر أن إجابتي الوحيدة يمكن أن تكون: «بسببه، بسببي ...» فمثل هذه الصداقة ليس لها نموذج إلا هي ذاتها، ولا يمكن مقارنتها إلا بنفسها.»

Page inconnue