حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدثني موسى بن حماد بن عبد الله القرشي قال: حدثني محمد بن النعمان بن جبلة الباهلي قال: لما قال إبن مناذر:
لأقيمن مأتمًا كنجوم الليل وهرًا يلطمن حرّ الخدود
موجعات يبكين للكبد الحرا عليه وللفؤاد العميد
قالت أم عبد المجيد: والله لأبرن قسمه فأقامت مع أخوات عبد المجيد وجواريه مأتمًا عليه وقامت تصبح عليه وأي ويه فقال أنها أول من عل ذلك وقاله في الإسلام.
وأخبرني بهذا الخبر إن عمار عن علي ب محمد النوفلي ن عمه أخبرني علي إبن سليمان الأخفش قال: حدثنا محمد بن يزيد عن محمد بن عامر النخعي قال: أنشدني محمد بن مناذر لنفسه يرثي عبد المجيد بن عبد الوهاب ويقول:
يا عين حق لك البكا ... ء لحادث الرزه الجليل
فأبكي على عبد المجيد وأعولي كل العويل
لا يبعد الله الفتى الفياض ذا الباع الطويل
عجل الحمام به فردعنا وآذن بالرحيل
لهفي على الشعر المعفر ... منك والخد الأسيل
كسف لفقدك سمنا ... والبدر آذن بالأفول
حدثني عمي قال: حدثنا الكراني قال: حدثني النضر بن عمرو عن المازني قال: حدثنا حيان أن إبن مناذر دفع قصيدته الدالية إليه وقال أعرضها على أبي عبيدة فأتيته وهو على باب أبي عمرو العلاء فقرأت عليه منها أبيات فلم تعجبه وقال دعني من هذا فإني قد تشاغلت بحفظ القرآن عنه وعن مثله قال: وكان إبو عبيدة يبغضه ويعاديه لأنه هجاه.
أخبرني محمد بن يزيد بن أبي الأزهر قال: حدثنا حماد بن إسحق عن أبيه قال: قال إبن مناذر قلت: يقدح الدهر في شماريخ رضوى. ثم مكثت حولًا لا أدري ما أتممه فسمعت قائلًا يقول: هبول قلت وما هبود فقال لي جميل في بلاد فلت: ويحط الصخور من هبود. قال إسحق: وسمع إعرابي هذا البيت فقال ما أجهل قائله بهبود، والله أنها لا كيمة ما تواري الخاريء فكيف يحيط منها الصخور.
أخبرني عمي قال: حدثنا الكراني قال: حدثني أبو حاتم قال: سمعت أبا مالك عمرو بن كركرة يقول: أنشدني إبن مناذر قصيدته الدالية التي رثى فيها عبد المجيد فلما بلغ إلى قوله:
يقدح الدهر في شماريخ رضوى ... ويحط الصخور من هبود
قلت له هبود أي شيء هو فقال جبل فقلت: سخنت عينك هبود والله بئر باليمامة ماؤها ملح لا يشرب منه شيء خلقه الله وقد والله خريت فيها مرّات، فلما كان بعد مدة وقفت عليه في سجد البصرة وهو سنشدها فلما بلغ هذا البيت أنشدها: ويحط الصخور من عبود، فقلت عبود أي شيء هو زيادة فقال جبل بالشأم فلعلك يا إبن الزنية خريت عليه أيضًا فضحكت ثم قلت لا ما خريت عليه ولا رأيته.
وأنصرفت عنه وأنا أضحك.
أخبرني عمي قال: حدثني الكراني عن العمري عن الهيثم بن عدي قال: كان يحيى بن زياد يرمى بالزندقة وكان من أظرف الناس وأنظفهم فكان يقال أظرف من الزنديق، وكان الحاركي وأسمه محمد بن زياد يظهر الزندقة تظارفًا، فقال فيه إن مناذر:
يا إبن زياد ابا جعفر ... أظهرت دينًا غير ما تخفي
مزندق الظاهر باللفظ في ... باطن إسلام فتى عفٍ
لست بزنديق ولكنما ... أردت أن توسم بالظرف
وقال فيه أيضًا:
يا أبا جعفر كأنك قد صر ... ت على اجرد طويل الجران
من مطايا ضوامر ليس يصهلن إذا ما ركبن يوم رهان
لم يذللن بالسروج ولا أقرح أشداقهن جذب العنان
قائمات مسوّمات لدى الجسر لأمثالكم من الفتيان
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدثنا عيسى بن إسمعيل تينة عن بن عائشة قال: كان عتبة النحوي من أصحاب سيبويه وكان صاحب نحو همًا بما يشرحه ويفسره على مذاهب أصحابه، وكان إبن مناذر يتعاطى ذلك ويجلس إليه قوم يأخذونه عنه فجلس عتبة قريبًا من حلقته فتقوض الناس إليه وتركوا إبن مناذر فلما كان في يوم الجمعة الأخرى قام إبن مناذر من حلقته فوقف على عتبة ثم أنشأ يقول:
قوموا بنا جميعًا ... لحلقة العارى
يجمعن للشقاء ... مع عتبة الخسّار
ما لي وما لعتبة ... إذ يبتغي ضراري
1 / 63