209

السند حجة عند الخصم، وكلهم من رجال الصحاح بلا كلام، وقد ذكرهم القيسراني في كتابه الجمع بين رجال الصحيحين فلا مندوحة عن القول بصحة الحديث، على أن لهم فيه طرقا كثيرة يؤيد بعضها بعضا.

2 وانما لم يخرجه الشيخان وأمثالهما، لانهم رأوه يصادم رأيهم في الخلافة، وهذا هو السبب في اعراضهم عن كثير من النصوص الصحيحة، خافوا أن تكون سلاحا للشيعة، فكتموها وهم يعلمون، وان كثيرا من شيوخ أهل السنة عفا الله عنهم كانوا على هذه الوتيرة، يكتمون كل ما كان من هذا القبيل، ولهم في كتمانه مذهب معروف، نقله عنهم الحافظ بن حجر في فتح الباري، وعقد البخاري لهذا المعنى بابا في أواخر كتاب العلم من الجزء الأول من صحيحه فقال (1): «باب من خص بالعلم قوما دون قوم» (2).

3 ومن عرف سريرة البخاري تجاه أمير المؤمنين وسائر أهل البيت، وعلم أن يراعته ترتاع من روائع نصوصهم؛ وأن مداده ينضب عن بيان خصائصهم، لا يستغرب اعراضه، عن هذا الحديث وأمثاله، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، والسلام.

ش

المراجعة 23

14 ذي الحجة سنة 1329

1 ايمانه بثبوت الحديث

2 لا وجه للاحتجاج به مع عدم تواتره *** 210 )

Page 197