60

La Joie dans la Plaisanterie

المراح في المزاح

Chercheur

بسام عبد الوهاب الجابي

Maison d'édition

دار ابن حزم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨هـ ١٩٧٧م

Lieu d'édition

بيروت

وَعَن مُخَالطَة السفلة ومزاحهم مُطلقًا، وَكَذَلِكَ عَن مزاح من هُوَ أكبر مِنْهُ لما ذكرنَا من الحقد وخرق الْحُرْمَة، وَلَا بَأْس بِهِ بَين الإخوان بِمَا لَا أَذَى فِيهِ وَلَا ضَرَر وَلَا غيبَة وَلَا شين فِي عرض أَو دين، قَاصِدا بِهِ حسن الْعشْرَة والتواضع للإِخوان والانبساط مَعَهم وَدفع الحشمة بَينهم من غير استهتار أَو إخلال بمروءة أَو نَحوه استنقاص بأَحد مِنْهُم، فقد قيل للخليل بن أَحْمد إِنَّك تمازح النَّاس فَقَالَ: النَّاس فِي سجن مَا لم يتمازحوا، وَفِي الِاقْتِدَاء بِمن ذكر والاقتفاء بآثارهم أعظم بركَة، وَفِي الْخُرُوج عَن ذَلِك الْحَد أَشد عنآء وأبلغ هلكة، وَخير الْأُمُور أوساطها. وَمَا مزاح الرجل مَعَ أَهله وملاطفتهم بأنواع الملاطفة فَمن شعار الْمُرْسلين، وأخلاق النَّبِيين، وَهُوَ من المعاشرة بِالْمَعْرُوفِ وَكَانَ ﷺ يَقُول لعَائِشَة كنت لَك كأَبي زَرع لأُم زَرع وَحَدِيث أم زرع مُتَّفق عَلَيْهِ، رَوَاهُ البُخَارِيّ

1 / 94