57

La Joie dans la Plaisanterie

المراح في المزاح

Chercheur

بسام عبد الوهاب الجابي

Maison d'édition

دار ابن حزم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨هـ ١٩٧٧م

Lieu d'édition

بيروت

فَمَا نوَّلت حَتَّى تضرّعتُ عِنْدهَا ... وأَنبأَتها مَا رَخّص الله فِي اللَّمَم وإِذا خرج المزح إِلى حدّ الخلاعة فَهُوَ هُجنَةٌ ومَذَمةٌ. وَمِمَّا عُدّ مِنْهُ مَا حُكيَ عَن أبي مُعَاوِيَة الضَّرِير وَكَانَ مُحدثا أَنه خرج يَوْمًا إِلى أَصحابه وَهُوَ يَقُول: فإِذا المِعدة جَاشَتْ ... فارمِها بالمِنجَنيقِ بثلاثِ من نبيذٍ ... لَيْسَ بالحُلوِ الرَّقيق أمَا ترى كَيفَ طرق بخلاعته التُّهْمَة إِلى نَفسه بِهَذَا المزح بِمَا لَعَلَّه بريٌء من وبعيد عَنهُ؟ وَقد كَانَ أَبُو هُرَيْرَة مسترسلًا فِي مزحه، فَحكى ابْن قُتَيْبَة فِي المعارف أَن مَرْوَان رُبمَا كَانَ يستخلفه على الْمَدِينَة فيركب حمارا قد شدّ ليه بردعة فيسير فَيلقى الرجل فَيَقُول: الطَّرِيق قد جَاءَ الْأَمِير، وَرُبمَا أَتى الصبيانَ وهم يَلْعَبُونَ لعبة الْأَعْرَاب فَلَا يَشْعُرُونَ حَتَّى يلقِي نَفسه بَينهم وَيضْرب

1 / 91