كان الاستفسار مقتضبا وحادا. «حين اتصلت بهاتفك لأخبرك بشأن اليوم، دعتني أمك للعشاء.»
بدا الامتعاض على وجه الكشافة الصغير. «أف!» جاءت الصيحة مفعمة بقدر بالغ من الاستنكار لا يخفى عن الملاحظة. «بالطبع إذا كنت لا تريدني أن آتي ...»
هنا قال الصغير: «ها هو أمر آخر من تلك الأمور المزعجة. أريد بالطبع أن تأكل! يمكنك أن تأكل ما شئت من الشمام والكركند والمشروبات المعدة في البيت؛ فإنني لا أبالي البتة. لكن ما فائدة إقحام أمي وأبي ونانيت وجيمي والعائلة المالكة للدنمارك في علاقتنا؟ لماذا لا نكتفي بالاستمرار في صداقتنا كما نحن؟»
قال جيمي: «حسنا.» وتابع: «لن أفكر في القدوم إذا كنت لا تريدني.»
قال الصغير: «ها أنت تكررها مرة أخرى!» وأضاف: «هل قلت مطلقا إنني لا أريدك؟ هل قلت قط إنني لست منجذبا إليك غاية الانجذاب؟ هل قلت مطلقا إنني لا أصبح في أحسن حالاتي في كل مرة أراك فيها؟ لا، لم أفعل قط! لكن لمجرد أنني أقول إنه ثمة أماكن أريد أن أراك فيها وأماكن أخرى لا، تتسرع وتجعل الأمر يبدو كأنني لا أريد أن أراك في أي وقت ولا أي مكان! ظننت من وجهك أنك ستكون شخصا منصفا!»
فقال جيمي: «حسنا، إنني أحاول أن أكون منصفا.»
قال الصغير: «حسنا، لقد خانك الحظ، وحدت تماما عن الحق! ما دمت تعتقد أنك منصف حين تخبرني أنني لا أريدك لمجرد أنني لا أريد أن أراك في أماكن معينة! ألا يمكن لأي شخص أن يكون لديه أسباب؟ ألا يمكن أن يكون للمرء بعض الأشياء التي لا يريد أن يجهر بها على الملأ؟»
مد جيمي ذراعه ووضعها حول الصغير وجذب جسده الضئيل إليه فوجد أن الجسد الذي ضمه إليه كان يرتعد من رأسه إلى قدميه.
فسأله جيمي: «هذه المرحلة شاقة عليك، أليس كذلك؟»
فأجابه الكشافة الصغير: «أعتقد أنها لا بأس بها.» وتابع: «إنها المرحلة نفسها التي يمر بها الأطفال الآخرون، والكثير منهم يزدادون سمنة فيها. فلتنظر إلى بيل السمين الطيب إن كنت غير مصدق. كل ما في الأمر أنني أحيانا أكاد أدرك أن عملي هو كل ما أستطيع القيام به.»
Page inconnue