أما الشيء الذي ما كان ليتوقعه أي طبيب أو يخطر له على بال أبدا في الواقعة برمتها فهو الشيء الذي حدث. متنفسا في انسجام مع حركة الأمواج، ما لبث جيمي أن عاد إلى النوم مرة أخرى. لم تكن آخر الأفكار التي وعى لها عن نفسه. كانت تداخلا بين أمواج متباطئة أضاءتها أشعة الشمس، والشعور بأنه يسحب إلى مكان ما بحبل من شعر على وجهه. ثم انطلق في عالم أحلام نسجه خياله ممسكا بخطاب في إحدى يديه، وفي آخر استغراق له في عالم اللاوعي كانت آخر فكرة استشعرها في رأسه لها علاقة ما بثوب سباحة وثمرة طماطم حمراء كبيرة رائعة.
حين فرغت مارجريت كاميرون من التنظيف ودخلت المطبخ لتجمع الصحون التي تناول منها جيمي فطوره، وجدت ذلك الشخص الطويل النحيف جالسا إلى الطاولة وينظر إليها نظرات مترقبة. كان ثمة سؤال في عينيه، فيما انزوى فمه في ابتسامة. وكانت أصابعه تنقر الطاولة. وبعد ذلك تكلم.
إذ سألها: «مارجريت كاميرون، هل أنت سيدة مرفهة؟»
وضعت مارجريت كاميرون يدها على الظهر الخشبي لأحد المقاعد، ومالت إلى الأمام وراحت تتأمل جيمي بتمعن، لكنها أجابته بهدوء وسريعا جدا: «أحاول أن أكون كذلك.»
قال جيمي: «أوه، لا أقصد إن كنت سليلة سلف عريق المجد، أو إن كنت ماهرة في فنون المجتمع الرفيعة، أو ترتدين ملابس أنيقة وتعيشين حياة فراغ مترف. ما أردت معرفته، بإيجاز وصراحة، هو ما إن كنت قد تفقدين الوعي عند رؤية قطرة دم، إذا كان دم إنسان؟»
أدارت مارجريت المقعد وجلست عليه.
ثم سألته بهدوء: «ألا تستطيع أن تتدبر ربط ضماداتك؟»
هنا كان جيمي هو من ارتبك.
قالت مارجريت: «حسنا، حين تنحني لالتقاط الخرطوم، وأثناء تجولك في الحديقة، تظهر الضمادات حول ظهرك والأربطة فوق كتفك، وقد بدت لي أشياء غير مريحة. ظللت طوال أسبوع أريد أن أتحدث إليك. أعتقد أن بإمكاني إحضار بعض الشاش غير المبيض وإعداد شيء شبيه بالسترة، وأطوي بعض الدعامات حول كتفيك لتثبيتها بالكفاءة نفسها بالضبط ومن دون أن تكون غير مريحة هكذا.»
جلس جيمي يحدق فيها صامتا.
Page inconnue