ابتسم جيمي.
وسألها: «أليس من الممكن أن تمهليني يوما إجازة؟» وتابع: «ألا تعلمين أنني أرتدي معطفي حين أكون في كامل أناقتي بملابس يوم الأحد؟»
فقالت جين: «بلى، أعلم، لكن مولي ليست متأنقة بملابس يوم الأحد، وأنا لست متأنقة بملابس يوم الأحد. إن أنسب ما يمكنك فعله أن تذهب وتخلع عنك ملابسك وترتدي ملابس العمل وتأتي لتبدأ العمل في بناء إسطبلي. كذلك إن لم تكن أذناك مسدودتين تماما فقد كنت ستسمع أسراب النحل الثلاثة التي انتابتها حالة هياج؛ واحد منها يخصني، والاثنان الآخران يخصانك. لقد سمعتها من بعيد في آخر الشارع.»
تردد جيمي، وانفتح فمه، ونظر إلى مولي كاميرون. لكن مولي نفسها كانت تنتسب إلى أبوين اسكتلنديين.
فقالت: «لا بد أن تنقذ النحل بالطبع!» وأضافت: «ارتد ملابسك الخاصة بالنحل وسيطر على الأسراب. إذا كنت تريد الاحتفال فسأذهب حيث أستطيع التزين وسوف نحتفل هذا المساء.» «حسنا»، قال جيمي ذلك، وذهب إلى حجرته.
وبينما كان يغير ملابسه على عجالة سمع صفيرا حادا، فنظر من النافذة في الاتجاه الذي جاء منه الصوت. فرأى في اللحظة المناسبة بيل السمين الطيب والطفل المطيع وذا الوجه الملائكي، يطلون من فوق السياج من الموقع المميز الذي تكدست عليه الأخشاب، صف من الوجوه الحزينة إلى حد يفوق الوصف. يبدو أن أذني جين ميريديث قد انتبهت إلى أصوات أخرى غير النحل. فقد شاهدها جيمي وهي تقترب من جانب المنزل وتمضي صوب النداء، وهي تبدو تماما بهيئة الكشافة الصغير نفسها الذي عرفه من البداية.
فتح جيمي الباب ونادى على مولي بصوت خفيض: «تعالي لتشاهدي هذا. لقد تمرد فتيان الكشافة من بضعة أيام وضربوها ضربا مبرحا حتى كاد قلبها ينفطر. والآن ينادونها.»
وقف الاثنان عند النافذة ليشاهدا ما سيحدث.
توقفت جين على بعد عدة ياردات من السياج، وعلقت إبهاميها في حزام سروالها، وجعلت تتفحص فتيان الكشافة بوجه جامد.
وقالت باقتضاب: «حسنا. ماذا تريدون؟»
Page inconnue