«عنوان المرقصات والمطربات» «١»: فالمرقص ما كان مخترعا أو مولدا يكاد يلحق بطبقة الاختراع مما يوجد فيه من السر الذى يمكن أزمة القلوب من يديه، ويلقى منها محبة عليه وذلك راجع إلى الذوق والحس، مغن بالإشارة عن العبارة.
والمطرب ما نقص فيه الغوص عن درجة الاختراع إلا أن فيه مسحة من الابتداع ...
والمقبول ما كان عليه طلاوة مما لا يكون فيه غوص على تشبيه وتمثيل وما أشبه ذلك ...
والمسموع ما عليه أكثر الشعراء مما به القافية والوزن دون أن يمجّه الطبع ويستثقله السمع ... والمتروك ما كان كلا على السمع والطبع ... «٢»
وقد طبق ابن سعيد تقسيماته الخمسة على النثر أيضا، وإن لم يتخذ «الصورة الفنية» فيه أساسا لهذا التقسيم، ولكنه اتخذ الأسلوب وأنواعه فاصلا بين كل مصطلح وآخر يقول: «والنثر فى كلامهم يطلق على ما هو مقيد بالسجع وما هو غير مقيد، وجميع نثر القدماء داخل فى طبقة المقبول «٣» وما تحتها ... ولا نورد هنا إلا ما كان مقيدا بالسجع المسهل للحفظ مما هو داخل فى طبقتى المرقص والمطرب جريا على ما اعتمدنا عليه فى النظم» «٤» ويظهر أن ابن سعيد لم يكتف بهذه التقسيمات إذ نراه فى كتابه «المقتطف» «٥» يورد اصطلاحا آخر، وهو «الهزّاز من المرقص» وكأنه درجة أعلا من المرقص وأفضل، وكلها تقسيمات تعتمد على ذوق ابن سعيد الخاص، وعلى اهتمام شعراء عصره ونقادهم بقيمة «الغوص على التشبيه والتمثيل» وأن الأبيات التى تخلو منهما تقل قيمتها عند أدباء هذا العصر مهما كانت قيمتها عند السابقين عليهم. يقول د. إحسان عباس «وفى استعمال هذه المصطلحات الخمسة نظر
1 / 37