وقد ظهرت بعض العيوب فى مؤلف ابن سعيد، منها أنه كان يحذف بعض الأبيات من المقطوعة سواء من أولها أو من وسطها أو من آخرها كى يصبح عدد أبياتها متفقا مع العنوان الذى وضعه لخميلته، كأن يكون العنوان خاصا بالأبيات المسدسة أو المسبعة أو المثمنة مثلا، مما أضرّ بالنص إضرارا فنيا. كذلك حذف بعض الجمل من الفقرات التى اختارها من الخطب والرسائل كى يتفق النص مع عدد الأسطر الذى قرره فى عنوان الخميلة مما أفقده الخاصة الأسلوبية لصاحبه، بل وأخرج النص عن صورته الحقيقية.
كذلك ظهر فى مؤلف ابن سعيد عيوب أخرى ليس له علاقة بها، إذ كان المتسبب فيها الزمن نفسه، فإن قدم مخطوطة سوهاج التى اعتمدناها أصلا قد بهتت الأحبار فى عدد ليس بالقليل من صفحاتها، كما طمست كلمات كثيرة فى بعض سطورها. وكانت الخمائل الثلاث الأخيرة الأوفى نصيبا بذلك، مما جعلنا لا نستطيع قراءة بعض الكلمات أو السطور منها «١»، ولم تنفع مقارنة هذه الصفحات بمثيلاتها فى مخطوطة الاسكوريال، لأن ناسخ هذه المخطوطة أسقط منها من بين ما أسقط معظم نصوص «المواليا» «وكان وكان» من نسخته إما اختصارا أو عدم اهتمام منه بهذين اللونين من الفن.
كذلك لم نجد فى مقدمة ابن خلدون انه اهتم بهذين اللونين أيضا وكان اهتمامه فحسب بفنى الموشحات والأزجال، وكذلك فعل المقرى «٢» .
- ٣- حين يقرأ الدارس رسالتين أولاهما لأبى الوليد بن محمد الشقندى والأخرى لأبى محمد بن حزم الظاهرى فى تفضيل علم الأندلس وأدبه ورجالهما على علم المشرق وأدبه ورجالهما «٣» يدرك المدى الذى وصل إليه موقف الحضارة الأندلسية
1 / 35