أو لطمس وقع فى كثير من كلماتها وتآكل جوانب أوراقها. وكان السبب فى هذا أن المخطوطة قديمة، ووسائل حفظها بدائية، إذ لم تتوفر لها الوسائل العلمية لصيانتها.
والمخطوطة بعد ذلك تعود إلى عهد قريب من عصر ابن سعيد، بل إن المرحوم الأستاذ رشاد عبد المطلب الذى كان أحد القائمين على معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية قد كتب على غلاف المخطوطة أنه يرجح بأنها بخط ابن سعيد نفسه. ولا أدرى الأسباب التى جعلته يقول بهذا الترجيح إلا أن يكون قدم النسخة التى ربما كانت من القرن السابع الهجرى أى من عصر ابن سعيد نفسه.
والمخطوطة شبه كاملة، إذ تنقصها بعض أوراق من الخميلة الحادية عشرة الخاصة بفنى «كان وكان» «والمواليا» كما تنقصها الخميلة الثانية عشرة كلها تقريبا «١» الخاصة بالموشحات والأزجال، إذ انتهت عند مقطع موشح ابن حزمون:
أو هل يرى ... عن هواك سالى
قلبى العليل «٢»
كذلك عملت عوامل البلى والتآكل فى الصفحة الأولى منها قبل وقت تصوير دار الكتب المصرية ومعهد المخطوطات لها، فخفى النصف الأيمن من الصفحة الأولى من المقدمة.
وقد اعتمدت في معرفة هذا الجزء على ما نسخه من مقدمتها الدكتور عبد العزيز الأهوانى أثناء إقامته بإسبانيا إذ كانت المخطوطة فى ذلك الوقت فى حالة أفضل مما وصلت به إلينا الآن. وقد ألحقنا بتحقيقنا صورة لجزء من خطاب الأستاذ الطنجى، وفيه ما اختصر من هذه الصفحة، وقد وضعناه بين أقواس لنبين فضل خطاب الأستاذ الطنجى فى هذا التحقيق.
1 / 26