Le Muqnic
Al-Muqniʿ min Akhbar al-Muluk wa-l-Khulafaʾ wa-Wulat Makka al-Shurafaʾ
Genres
وكان صاحبها الصالح غائبا عنها في صوب الغور في الشام ولما علم بذلك أصحاب الصالح تسحبوا عنه فقبض عليه عسكر الناصر داود بن المعظم عيسى وأقام عنده في الأسر أشهرا وسأله العادل في أن يرسله اليه ويعطيه مئة ألف دينار فامتنع وسأل الصالح إسماعيل صاحب دمشق الناصر داود في أن يمكنه من الصالح أيوب فامتنع الناصر وسار مع الصالح أيوب الى صوب مصر فمالت الأمراء الكاملية الى الصالح فملكوه عليهم وقبضوا على أخيه العادل ورجع الناصر الى الكرك بخفي حنين ولم يزل الكرك بيد الناصر داود حتى عمل عليه ابنه الأمجد حسن فسلمها للصالح أيوب صاحب مصر في سنة سبع وأربعين وستمئة ومات الناصر داود بقرية البويضا ظاهر دمشق في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وستمئة ولم تزل دمشق مع الصالح إسماعيل حتى فارقها في سنة ثلاث وأربعين بعد أن حاصرها عسكر الصالح أيوب خمسة أشهر حصارا شديدا عسكر الصالح أيوب ولجأ الصالح إسماعيل بعد ذلك الى حلب وانقضت دولته وقدم الصالح أيوب من مصر الى دمشق فدخلها في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وأخذ صرخد والصبيبة وغير ذلك ولم يزل على سلطنته حتى مات ليلة نصف شعبان سنة سبع وأربعين وستمئة عن أربع وأربعين سنة وكان خليقا للملك وافر الحرمة عفيفا وفي ربيع الأول من هذه السنة أخذ الفرنج دمياط بلا ضربة ولا طعنة واشتد غضب الصالح على عسكره لذلك
Page 69