وهو مع ذلك موجود العين، ثابت الذات، محصل الجوهر؛ فباتصال الزمان وامتداد حركة الفلك، يتوجه نحو غاية هي كماله، فلا بد له إذًا من النمو والظهور، لأن انتهاءه إليها، ووقوفه عليها؛ ولو بقي مكتومًا خافيًا أبدًا لكان والمعدوم سواء؛ وهذا غير سائغ. أعني أن يكون الموجود معدومًا! ولو قبل الوهم هذا لقبل أن يكون المعدوم موجودًا.
وهذه مسألة في الهوامل، ولها جواب آخر في الشوامل، لكن هذا القدر يستفاد من الشيخ الفاضل، ومر أيضًا في كلامه أن الحجاب المضروب على هذا السر يرث ويخلق، لأنه لا يبقى على هيئته الأولى يوم يقع سرًا ويحدث مكتومًا. ثم قال: كذلك الخواطر والسوانح على لطفها ودقتها، وشدة حقائقها، وعموم مشاربها، تبدو وتظهر، وتقوى وتكثر، حتى يعرف فيها الشيء بعد الشيء، باللحظة والسنحة والتلفت وضروب أشكال الوجه، فكف ما إبتذله اللسان ونسجته العبارة، وظعن من مكان إلى مكان؟!
المقابسة الثامنة
في أن الأسباب التي هي مادة الحياة
فيوزن الأسباب التي هي علة الموت
سمعت الإنطاكي أبا القاسم، وكان يعرف بالمجتبي يقول: الأسباب التي هي مادة الحياة، هي وزن الأسباب التي هي جالبة للموت
1 / 146