============================================================
نور الدين الصابوني ثم ذكر يوسف نعم الله وإحسانه إليه بقوله: وقد أحسن بى إذ أخرجنى بن السجن1 ولم يذكر الخروج من الجب كيلا يكون فيه شبهة التثريب على اخوته، فإن فيه تعريضا بالقائهم إياه في الجب وقد وعدهم أن لا يكون عليهم بعد ذلك تثريب. ثم آضاف ما وقع بينه وبين إخوته إلى نزغات الشيطان بقوله : { من بعد أن نزغ الشيطين بينى وبين إخوقت.) وقد أضاف هذا إليهم قبل ذلك فقال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف}،3 لأن في تلك الحالة لم يعترفوا بعد. فلما اعترفوا بقولهم: وإن كنا لخطيين}،4 أي ما كنا إلا خاطئين صرف عنهم إلى الشيطان. هذا كما أخبر الله تعالى عن آدم ظاي وعصى مادم ريه ففوى}،5 فلما اعترف آدم بقوله: ربنا ظلتنا انفسنا}، 1 صرف إلى إبليس فقال: 2 فازلهما الشيطن8 وقوله تعالى: رب قد ماتيتفى من الملك إلى قوله ( وألحقنى بالصكلحين. ذكر شكر1 نعم الدنيا رجاء /[35ظ] أن يوصلها 11الله بنعم الآخرة ويبدل الملك الزائل بالملك الباقي. وعرف أن ذلك لا يكون إلا بأن يتوفاه على الإسلام فقال: توفنى مسلما والحقنى}12 عرف منة الله تعالى بهدايته إلى الإسلام ورأى نفه في قبضة تصريفه فسأل التثبيت؛ كما قال في كل وقت وحين: "يا مقلب القلوب والابصار ثبث قلبي على دينك"1 والأشبه أن يكون الإسلام ههنا هو تسليم الكل إلى الله تعالى عند توفيه لا عقد الإسلام الذي هو الإيمان والتوحيد. وقوله تعالى: وألحقنى بالصلحين،14 فإن كان مراده من هذا الدعاء في الدنيا فهو أن يبلغه درجة سورة يوسف 100/12.
سورة يوسف، 0100/12 سورة پوسف، 41/12 سورة پوسف 89/12.
1 سورة الاعراف، 23.
سورة طه، 121/20.
سورة البقرة، 36/2.
7ل: قال: سورة يوسف، 101/12.
10م: ذكر وشكر.
سورة يوسف، 101/12.
11م: آن يصلها.
13 مسند أحمد بن حبل، 91/6، 251، 294؛ وسنن الترمذي، القدر 7، والدعوات سورة يوسف، 101/12.
Page 83