============================================================
المنتق من عصمة الأنبياء بعض ولكن فيما وراء البعث والإرسال. قال ظا: "اصلوا على إخواني من المرسلين فإنهم بعثوا كما بعثت" فالواجب علينا أن نعرفهم بقدر ما يصح ايماننا بهم.
فأما الوقوف على قدر مقاماتهم عند الله لا سبيل إليه، /[4و] إذ سرائرهم كانت خفية مجذوبة عن العالم جذب اصطفاء لا جذب إجبار، وظواهرهم مجلوبة إلى الطاعة2 بطريق التوفيق، منزوعة عن العادات بطريق العصمة لا بطريق الإكراه. قال الله تعالى: إنه من عبادنا المنلصين.
قرئ بالخفض والنصب.4 فأما المخلص بالخفض ينبى أنه لا يعمل لغير الله تعالى، والمخلص بالنصب من لا يبقى في سره غير الله تعالى بجذب الله سراثرهم عن الكون. فمقاماتهم في سرائرهم مقام الاصطفاء والاجتباء، ومنازلهم في ظواهرهم منازل التوفيق والعصمة. فأما الاصطفاء فهو تهذيبهم عما يضرفهم عن الله تعالى ذكرا واعتمادا وتوكلا وطمأنينة ومحبة وشوقا وأنسا وهيبة وتعظيما. والاجتباء جمع الهمة وجعلها هيا واحدا وهو الله تعالى. والتوفيق إقامتهم على أعمال توافق رضا الله تعالى. والعصمة إزالة ما يشينهم ويسقط أقدارهم. وكل ذلك فضل من الله تعالى يختص به من يشاء من عباده. فالواجب علينا أن لا نقيس أحوالهم بأحوالنا ولا نسوي بينهم وبين غيرهم. وإن وردت المعاتبات من الله تعالى فذاك لجلال /(4ظ] قدرهم وشرف5 محلهم عند الله تعالى، ولتاكيد حالهم في العصمة والاجتباء، وليعلم أن من هو مخلوق يجوز عليه الجهل والعجز والضعف والقصور والنقصان. والله تعالى متفرد بجلاله وكماله.
تفير ابن كثير، 5163؛ والجامع الصغير للسيوطي، 74/2؛ والدر المنثور له، .12015 ي: على الطاعة: 3كذالك لنصرف عنه السوه والفحشاء إنهر من عبادنا المنلصين) (سورة يوسف، ل ى: وشريف.
ي: بالنصب والخفض:
Page 26