============================================================
المنتقى من عصة الأنبياء وقوله تعالى: وهل أتنك نبؤا الخصم إذ نسوروا الحراب}.1 لما أغلق داود الباب وأظهر الحجاب دخل الملكان على صورة البشر من حيث المحراب ولم يمنعهم الحجاب ولا غلق الباب. (واكان ذلك تنبيها لداود أن لا يحتجب عن الخصوم ويترك الباب مفتوحا عليهم، وليعلم أن الملائكة وإن تصوروا بصورة البشر لا يمنعهم ذلك عن الدخول في البنيان. وقوله: ففرع كان فزعه يحتمل وجهين.4 أحدهما أنه خلا ذلك اليوم للعبادة، فخاف لدخولهم زوال حلاوة العبادة والاشتغال بالمعاملة. والثاني لما رآهم) بغتة في خلوته على صورة البشر خاف البيات" أو دسا على إهلاكه من أعداثه.
وإن أحيل فزعه إلى ما علم الله منه كان أسلم. وقوله تعالى: (قالوا لا تخق، دليل أنه ظهر الخوف على داود إما بكلام أو علامة من تغير الحال وغيره حتى أسرعوا فقالوا: ل"لا تخف إنا دخلنا لإدلاء الخصومة"، فقالوا: خصمان بغى بعضنا على بعض فأحكر بيننا بالحق رلا تشطط} أي ولا تظلم؛ وإن علما أنه لا يظلم ولا يجور ولكن /151و) إنما قالا ذلك ليبينا أنا ما جئنا إليك لنبطل حقا أو لنحق باطلا، بل جئنا إليك طالبين للحق1 والعدل، ولكن اشتبة ذلك علينا؛ فقالا: وأهدتا إلى سواء الصرط}،9 فطلبوا ما عنده من العدل، فإن العادل يطلب منه العدل كالغني يطلب منه المال.
وقوله: إن هلذا أخى له تسع وتسعون نعجة}. هذا على وجه التمثيل أو على وجه التقدير. كما أورد محمد من الأمثلة في الكتاب: لارجل له عشرة أعبد فقال كذا، أو أربع نسوة فطلق إحداهن،" ومعناه1 "أرأيت لو كان كذا". فهذا أيضا كذلك، فقال داود ظاي: ولقد ظلمك بسؤال تعجنك إن عا 11 فكما أن السؤال على معنى التقدير فكذلك الجواب ويعلم سورة ص، 2138.
سورة ص، 22/38.
ل: الوجهين: ك ا: بما رآهم 7ل: البتات.
8ل: بالحق: سورة ص، 2238.
1 سورة ص: 2438.
Page 138