Muntakhab en Tafsir du Coran
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Genres
[2.214-216]
214- فهل حسبتم أن تدخلوا الجنة بمجرد إقراركم بكلمة الإسلام بدون أن تصابوا بمثل ما أصاب الذين من قبلكم، فقد أصابتهم الشدائد والنوازل وزلزلوا حتى بلغ بهم الأمر أن قال رسولهم نفسه وقالوا معه: متى نصر الله؟ فيبر ربهم بوعده فيجابون عندئذ بأن نصر الله قريب.
215- يسألك المؤمنون فى شأن الإنفاق فقل لهم: إن الإنفاق يكون من المال الطيب، ويعطى للوالدين والأقربين واليتامى والمساكين ومن انقطع عن ماله وأهله، وما تفعلوا من عمل خير فإن الله يعلمه وهو يثيبكم عليه.
216- فإذا كان فى الإنفاق على اليتامى والمساكين وغيرهم حماية للمجتمع فى داخله فإن القتال حماية له من أعدائه فى الخارج، ولذلك فرض عليكم - أيها المسلمون - القتال لحماية دينكم والدفاع عن أنفسكم، وأن نفوسكم بحكم جبلتها تكره القتال كرها شديدا، ولكن ربما كرهتم ما فيه خيركم وأحببتم ما فيه شركم، والله يعلم ما غاب من مصالحكم عنكم، وأنتم لا تعلمون فاستجيبوا لما فرض عليكم.
[2.217]
217- وقد كره المسلمون القتال فى الشهر الحرام فسألوك عنه، فقل لهم: نعم إن القتال فى الشهر الحرام إثم كبير، ولكن أكبر منه ما حدث من أعدائكم من صد عن سبيل الله وعن المسجد الحرام، وإخراج المسلمين من مكة، وقد كان إيذاؤهم للمسلمين لإخراجهم من دينهم أكبر من كل قتل، ولذلك أبيح القتال فى الشهر الحرام لقمع هذه الشرور، فهو عمل كبير يتقى به ما هو أكبر منه. واعلموا - أيها المسلمون - أن سبيل هؤلاء معكم سبيل التجنى والظلم، وأنهم لا يقبلون منكم العدل والمنطق، ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا، ومن يضعف أمام هجماتهم ويرتد عن دينه حتى يموت على الكفر فأولئك بطلت أعمالهم الصالحة فى الدنيا والآخرة، وأولئك أهل النار هم فيها خالدون.
[2.218-219]
218- وإن الذين آمنوا إيمانا صادقا دفعهم إلى الهجرة لنصرة الدين والجهاد لإعلاء كلمته فأولئك ينتظرون عظيم ثواب الله لهم، وإن قصروا فى شئ، لأن الله غفور يغفر الذنوب، رحيم يرحم عباده بالهداية والثواب.
219- ويسألونك - يا محمد - عن حكم الخمر والقمار، فقل: إن فيهما ضررا كبيرا من إفساد الصحة وذهاب العقل والمال وإثارة البغضاء والعدوان بين الناس، وفيهما منافع وبعض المنافع الصحية والربح السهل، ولكن ضررهما أكبر من نفعهما فاجتنبوهما. ويسألونك عما ينفقون، فأجبهم أن ينفقوا فى ذات الله السهل اليسير الذى لا يشق عليكم إنفاقه، كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون فيما يعود عليكم من مصالح الدنيا والآخرة.
[2.220-222]
Page inconnue