213

Muntakhab en Tafsir du Coran

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

Genres

104- وما نقصد بما تحدثهم به من أحاديث الهدى نيل الجزاء أو منفعة، فإن لم يهتدوا فلا تحزن عليهم، وسيهدى الله قوما غيرهم، فما أنزلناه إليهم خاصة، وما هو إلا موعظة وعبرة لكل من خلق الله فى السموات والأرض.

105- وما أكثر الدلائل على وجود الخالق ووحدانيته وكماله، الثابتة فى السموات والأرض، يشاهدها قومك ويتولون عنها مكابرين غير معتبرين.

106- وفيهم مصدقون بالله معترفون بربوبيته وأنه خالق كل شئ، ولكن إيمان أكثرهم لا يقوم على أساس سليم من التوحيد، فلا يعترفون بوحدانية الله اعترافا خالصا، ولكنه مقترن فى نفوسهم بشوائب تسلكهم فى مسلك المشركين.

107- أتخذوا عند الله عهدا بعدم تعذيبهم، فضمنوا الأمن والسلامة من أن يصيبهم الله بعذاب غامر، ويغشاهم بنقمته، كما فعل بأسلافهم من قبل؟ أو أن تفاجئهم القيامة وتبغتهم وهم مقيمون على الشرك والكفر ثم يكون مصيرهم إلى النار؟!.

108- نبههم - يا محمد - إلى سمو غايتك، وبصرهم بنبل مهمتك، فقل لهم: هذه سنتى وطريقتى، أدعو الناس إلى طريق الله وأنا متثبت من أمرى، وكذلك يدعو إليها كل من تبعنى وآمن بشريعتى، وأنزه الله عما لا يليق به، ولست مشركا به أحدا سواه.

[12.109-111]

109- وما تحولنا عن سنتنا فى اختبار الرسل حين اخترناك - أيها النبى - ولا خرجت حال قومك عن أحوال الأمم السابقة فما بعثنا من قبلك ملائكة، وإنما اخترنا رجالا من أهل الأمصار ننزل عليهم الوحى، ونرسلهم مبشرين ومنذرين، فيستجيب لهم المهتدون، ويعاندهم الضالون! فهل غفل قومك عن هذه الحقيقة، وهل قعد بهم العجز عن السعى فأهلكناهم فى الدنيا ومصيرهم إلى النار، وآمن من آمن فنجيناهم ونصرناهم فى الدنيا، ولثواب الآخرة أفضل لمن خافوا الله فلم يشركوا به ولم يعصوه، أسلبت عقولكم - أيها المعاندون - فلا تفكروا ولا تتدبروا؟!.

110- ولا تستبطئ يا محمد نصرى، فإن نصرى قريب أكيد، وقد أرسلنا من قبلك رسلا فاقتضت حكمتنا أن يتراخى عنهم نصرنا، ويتطاول عليهم التكذيب من قومهم، حتى إذا زلزلت نفوس واستشعرت القنوط أدركهم نصرنا، فأنعمنا بالنجاة والسلامة على الذين يستأهلون منا إرادة النجاة وهم المؤمنون، وأدرنا دائرة السوء على الذين أجرموا بالعناد وأصروا على الشرك، ولا يدفع عذابنا وبطشنا دافع عن القوم المجرمين.

111- وقد أوحينا إليك ما أوحينا من قصص الأنبياء، تثبيتا لفؤادك، وهداية لقومك، وأودعناه من العبر والعظات ما يستنير به أصحاب العقول والفطن ويدركون أن القرآن حق وصدق، فما كان حديثا مختلقا ولا أساطير مفتراة، وإنما هو حق ووحى، ويؤكد صدق ما سبق من كتب السماء ومن جاء بها من الرسل، ويبين كل ما يحتاج إلى تفصيله من أمور الدين، ويهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم، ويفتح أبواب رحمة الله لمن اهتدى بهديه وكان من المؤمنين الصادقين.

[13 - سورة الرعد]

Page inconnue