198

Muntakhab en Tafsir du Coran

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

Genres

104- وما نؤخره إلا لمدة قليلة حددناها، ومهما طالت فى نظر الناس فهى قليلة عند الله.

105- يوم يأتى هوله لا يستطيع إنسان أن يتكلم إلا بإذن الله، فمن الناس شقى بما يعانى من ألوان الشدة، وهو الكافر، ومنهم سعيد بما ينتظره من نعيم الآخرة، وهو المؤمن.

106- فأما الذين شقوا ففى النار مآلهم، لهم فيها تنفس مصحوب بآلام مزعجة، عند خروج الهواء من صدورهم، وعند دخوله فيها.

107- خالدين فى النار ما دامت السموات والأرض، لا يخرجون منها إلا فى الوقت الذى يشاء الله إخراجهم فيه، ليعذبهم بنوع آخر من العذاب، وإن ربك أيها - النبى - فعال لما يريد فعله، لا يمنعه أحد عنه.

[11.108-111]

108- وأما الذين رزقهم الله السعادة فيدخلون الجنة خالدين فيها من أول لحظة، بعد انتهاء موقف الحساب إلى ما لا نهاية، إلا الفريق الذى يشاء الله تأخيره عن دخول الجنة مع السابقين، وهم عصاة المؤمنين، الذين يتأخرون فى النار بمقدار توقيع الجزاء عليهم، ثم يخرجون منها إلى الجنة، ويعطى ربك هؤلاء السعداء فى الجنة عطاء عظيما مستديما، غير منقوص ولا مقطوع.

109- وإذا كان أمر الأمم المشركة الظالمة فى الدنيا ثم فى الآخرة، هو ما قصصنا عليك - أيها النبى - فلا يكن عندك أدنى شك فى مصير عباد الأوثان من قومك، إن استمروا على ضلالهم، لأنهم كالسابقين من آبائهم، الذين قصصنا عليك قصصهم من قبل، كلهم مشركون، وإنا لموفون هؤلاء الكفرة استحقاقهم من العذاب كاملا على قدر جرائمهم، لا ينقصون منه شيئا.

110- ونؤكد لك - أيها النبى - أننا أعطينا موسى التوراة، فاختلف قومه من بعده فى تفسيرها ومعناها، حسب أهوائهم وشهواتهم، كل يريد إخضاعها لشهواته، فتقرقوا شيعا، وابتعد الكثير منهم عن الحق الذى جاءتهم به، ولولا وعد من الله سابق بتأخير عذابهم إلى يوم القيامة، لحل بهم فى دنياهم قضاء الله وحكمه بإهلاك المبطلين ونجاة المحقين، كما حل بغيرهم من الأمم التى جاءتهم بها، بعد اختلاف أسلافهم فى فهمها وتحريفهم لها، مما جعل إدراك الحقائق منها أمرا عسيرا. وإن هؤلاء الذين ورثوا التوراة لفى حيرة وبعد عن الحقيقة.

111- إن كل فريق من هؤلاء سيوفيهم ربك حتما جزاء أعمالهم، إنه سبحانه خبير بهم، محيط بدقائق ما يعملون من خير أو شر، ويجازى كلا منهم حسب عمله .

[11.112-116]

Page inconnue