263

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Maison d'édition

دار إحياء التراث القديم

Numéro d'édition

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Année de publication

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وتحيّزت١: "تفيْعَلت"، من حاز يحوز، وأصلها "تَحَيْوزت"، ثم قلب الواو ياء لوقوع الياء الساكنة قبلها. قيل: هذا فاسد من وجوه أحدها: أن "فعّل" في الكلام أكثر من "فَيْعَل"، فحمله على الأكثر أولى٢ وأسوغ. وثانٍ: أن معنى "تيّه، وطيّح" تكرر ذلك الفعل منه مجرى ذلك مجرى "قطّع" وكسّر في أنهما لتكرير الفعل، فمن هنا حُمل على "فعّل". وثالث: يدل على أن "تيه فعل، دون فيعل" وهو ما أنشده عيسى بن عمر٣ عن رؤبة في هذه الحكاية من قوله: تُيِّهَ في تيه المتيهين فتيه بمنزلة "سُيِّر، وبُيِّع". ولو كان "تَيَّهَ: فَيْعَل" من الواو، لوجب أن يقال فيه إذا بني للمفعول "تُوْوِه" كما يقال٤: "قُوْوِم زيد وقُوْوِل". ألا ترى إلى قول جرير: بان الخليط ولو طُوْوِعت ما بانا وقول الراجز: وفاحم دُوْوِيَ حتى اعلنكسا فإن قلت: إن هذين إنما أصلهما "فاعَل: داوَى، وطاوَع". وتيه، على قول خصمك "فيْعل" فأين "فاعل" من "فيعل"؟ قيل: لا فصل في هذا الموضع بين "فاعل، وفَيْعَل"، ألا ترى أنك لو بنيت "فيعل" من "قلت" لقلت: "قَيَّلَ" فلو بنيته للمفعول لقلت

١ ظ، ش: فتخيرت. ٢ ابن عمر: ساقط من ظ، ش. ٢ أولى: زيادة من ظ، ش. ٤ ظ، ش: يقول.

1 / 263