193

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Maison d'édition

دار إحياء التراث القديم

Numéro d'édition

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Année de publication

أغسطس سنة ١٩٥٤م

فيحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون مثل "يؤكرَم" ويكون على لغة من قال: "ثفَّيت القِدر"، وعلى قول١ الشاعر: وذاك صنيع لم تشف له قدري ومن قال هذا كانت "أُثفِيَّة" عنده "أُفْعُولَة" واللام واو، لما سنذكره في موضعه، ويحتمل أن تكون ياء. والوجه الآخر: أن يكون "يؤثفَين يفعلَين" بمنزلة "يسلْقين، ويجعْبين"، فتكون "أثفية" على هذا "فُعْلِيَّة" وتكون على لغة من قال: "آثفت القدر" وهذا قول النابغة: وإن تأثّفك الأعداء بالرفد أي: صاروا حولك كالأثافي حول الرماد. بناؤك مثل "دحرج" من "أخذ": فأما لو بنيت مثل "دحرج" من "أخذ" لقلت: "أخذذ"، فإن رددته إلى المضارع فقياسه عندي "يؤخذِذ، وأنا أؤخذِذ"، فتبدل الهمزة من "أوخذذ" واوا لانضمام ما قبلها، ولا تقرها لئلا تلتقي همزتان في كلمة واحدة. ولا يجوز أن تقول: "يُخذِذ" بحذف الهمزة، كما تقول "يُكرِم" لعلتين: إحداهما: أن هذا الفعل ملحق بـ "دحرج يدحرج"، فلو حذفت الهمزة فقلت: "يخذذ" لزال الغرض المطلوب من الإلحاق وذهب البناء. والعلة الأخرى: أن هذه الهمزة في أخذذ" فاء الفعل، وهمزة

١ قول: ساقط من ظ.

1 / 193