115

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Maison d'édition

دار إحياء التراث القديم

Numéro d'édition

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Année de publication

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وتحقيره: أَعْياد، وعُيَيْد، فلم يرجعوا الواو وإن كانت الكسرة قبلها قد زالت، فكذلك ما تنكر أن يكون مألوق من البدل اللازم وإن زالت الضمة الموجبة للقلب كما زالت الكسرة من عيد في قولهم: عُييد، وأعياد ولم ترد الياء إلى الواو، كما١ قالوا: البرية، فألزموها التخفيف وأصلها الهمز، وكما قالوا: النبي، فألزموه٢ البدل في الأمر العام الشائع؟ قيل: الحمل على هذه الأشياء لا يجوز؛ لخروجها عن القياس ودخولها في الشذوذ. فينبغي إذا كان الأمر كذلك أن تسلم كما سمعت ولا تجعل أصلا يقاس عليه. وأيضا فإنا٣ قد سمعناهم يقولون: تَنَبَّأ مُسَيْلمة٤ وذكر سيبويه: أن جميع العرب تهمز هذا فتقول: تنبأ مسيلمة٤ وقد قالوا: بَرَأَ٥ الله الخلق، وقالوا أيضا: عاد يعود. فلما سمعناهم يقولون هذا دلنا ذلك على أن النبي، والبرية، وعيدا، أصلها الهمز٦ والواو، فقضينا لها بهذه الأصول لقيام الدلالة عليها. ونحن لم نسمعهم لفظوا بالواو في تصريف أَوْلَق، فنقضي بأنه من الواو دون الهمز٧. فنحن على الظاهر حتى تقوم دلالة ننزل لها عنه إلى غيره، فإن ادعى ذلك مدع لزمه الدليل عليه وكان هو المطالب به دوننا.

١ ظ، ش: وكما. ٢ ظ، ش: فألزموا، بغير هاء. ٣ فإنا: زيادة من ظ، ش. ٤، ٤ ساقط من ظ، ش. ٥ ص: أبرأ. ٦ ص: الهمزة. ٧ ظ، ش: الهمزة.

1 / 115