99

Le Juste pour le voleur et la victime du vol

المنصف للسارق والمسروق منه

Chercheur

عمر خليفة بن ادريس

Maison d'édition

جامعة قار يونس

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٩٩٤ م

Lieu d'édition

بنغازي

ارحمْ اليوم ذِلَتي وَخضوعي ... فَلَقدْ صُرْتُ ناحلًا كالخِلالِ فالتشبيه كالتشبيه سواء: فإن قلت: ففي بيت أبي الطيب زيادة في أنّ الريح إذا أطارت عنه الثوب لم يبن والخلال يبين للناظر ولا يثبت الثوب على مثل الخلال وإن كان أخفّ ثوب وإنما نبهه على هذا بشار في قوله: سَلَبت عِظَامي لَحْمها فَتركْتَها ... عَواري في أجْلادِها تَتكسرُ وأخليت منها مخها فَتركتُها ... أنابيبَ في أجْوافِهَا الريح تَصفرُ خذن بِيدي ثُمَّ ارْفعي الثوبَ فانْظري ... ضَنى جَسدي لكنَّني أتَسَتَّرُ وليسَ الذي يَجْري مِن العَين مَاؤها ... ولكنها نَفْسٌ تَذوب فَتَقْطرُ وهذا أصح على مذهب من جهد الاقتصاد، وذلك أنه خبر عن ضنَّى يسير بستره ثوبه على بدن لا يتبين للناظر وهي مبالغة مستحيلة، وللشعراء مبالغتان ممكنة ومستحيلة والممكن أحسن عند كثير من الأدباء من المستحيل، فمن ذلك قول القائل: مَنَعَتْ مهابتُكَ القلوبَ كَلامها ... بالأمرِ تَكْرههُ وإنْ لَمْ تَعلمِ فبالغ وأحسن فادعى ممكنًا في الهيبة، وأراد أبو نواس المبالغة في الهيبة فقال ما أسرف فيه وهو: وَأخفتَ أهْلَ الشّرْكِ حَتَّى إنَّهُ ... لَتخافُكَ النُّطفُ التي لَمْ تُخلقِ

1 / 199