137

Le Juste pour le voleur et la victime du vol

المنصف للسارق والمسروق منه

Chercheur

عمر خليفة بن ادريس

Maison d'édition

جامعة قار يونس

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٩٩٤ م

Lieu d'édition

بنغازي

وهذا مدح متجاوز رائق وتشبيه واقع وبيت سلم عذب موجز فهما أحق بينهما ممن سرق منهما. وقال المتنبي: يا أيُّها الملك المُصَفَّى جَوْهرًا ... مِنْ ذَات ذي الملكوت أسْمَى مِنْ سَما نُورٌ تَظاهرَ فيك لاهُوتيَّةً ... فَتكادُ تَعْلمُ ما لنْ يُعْلَما هذا مدح متجاوز فيه قلة ورع وترك للتحفظ لأنه جعله من ذات الباري وذكر أنه قد حل فيه نور لاهوتي ثم قال بعد هذا كله فيكاد يعلم فأتى بلفظ المقاربة ولم يطلق عليه علم الغيب وقد رأينا من الشعراء من لم يعط من مدحه هذه الصفات ويطلق على الممدوحين أنهم بالحسن اللطيف يدركون ذلك كقول أبي علي البصير: وكيف يجوز أن على ... أديب لطيف الحسن تطلع العيوبا ومثله قول ابن الرومي: حُماكَ وأقصاك وظرف ونجدة ... ورأي يريه العيب لا رجم راجم فهذا مذهبهم في المبالغة على أنهم لم يعطوا الممدوحين الدرجة التي أعطاها أبو الطيب هذا الممدوح فكيف قنع له بأن يمنعه ما قد دفعه غيره إن كان تورع فورعه عما قاله فيه أولى به. وقال المتنبي: وَيهُمُّ فِيكَ إذا نَطَقْتَ فَصاحةً ... مِنْ كُلِّ عِضْوٍ منْكَ أن يَتكلّما

1 / 237