Le Sauveur : une lecture pour le cœur de Platon (avec le texte complet de la Septième Lettre)
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
Genres
28
أنه لن يتيسر لدولة أو فرد أن «يذوق طعم السعادة» ما لم يقض حياته بحكمة «وتدبر» على هدى العدالة،
29
سواء كافح بنفسه في سبيل الوصول إليها أو نشأ على مبادئ الحق والعدل التي رباه عليها الصالحون. هذا هو الضرر الحقيقي الذي سببه ديونيزيوس (335ه)، وكل ما عداه من ألوان الأذى التي قاسيتها منه تعد تافهة بالقياس إليه، أما قاتل ديون فقد فعل نفس ما فعله ديونيزيوس دون أن يشعر. فأنا أعلم أن ديون - وذلك بقدر ما يسع الإنسان أن يؤكد عن إنسان آخر - أنه لو تمكن من تدعيم حكمه لبدأ على الفور - بعد إتمام تحرير مدينته سيراقوزة من نير العبودية وتطهيرها من أدرانها وخلع ثوب الحرية عليها - بتزويد مواطنيها بأفضل وأنسب ما يستطيع من قوانين، ولبادر بعد ذلك بالقيام بما يتصل بذلك من تعمير صقلية كلها وتحريرها من البرابرة، وذلك بطرد بعضهم وإخضاع بقيتهم، ولوفق في ذلك توفيقا لم يبلغه هيرون في الزمن القديم (336أ)، ولو قدر لهذا أن يتحقق بفضل رجل على حظ من العدل والشجاعة وضبط النفس، بجانب كونه فيلسوفا، لاستقر بين الناس احترام الفضيلة ولأمكن - لو قد كتب لي النجاح أيضا في إقناع ديونيزيوس - أن تعم الجنس البشري بأسره (وتضمن إنقاذه)،
30
ولكن يبدو - بعد أن تحولت الأمور إلى هذه الصورة - أن روحا شريرا (أو ربة من ربات الثأر)
31
قد هاجمنا
32 (336ب) واستطاع «بما جبل عليه» من احتقار للقانون والدين وبما هو أسوأ منهما من رعونة الغباء - وهو التربة التي تمتد فيها جذور الشر كله وتظل تنمو وتترعرع حتى تخرج في النهاية مر الثمر لغارسيه - أقول استطاع هذا الروح الشرير أن يقلب كل خططنا ويفسدها للمرة الثانية. فلنقدم الآن على المحاولة الثانية، ولنسكت عن كل كلام يمكن أن يجلب سوء الحظ عليها. على الرغم من كل ما حدث فإني أنصحكم، يا أصدقاء ديون، بأن تحذوا حذوه في حب الوطن وتقتدوا بحياته التي اتسمت بالبساطة
33 (336)، وضبط النفس، وتحاولوا تحقيق أهدافه في ظروف أنسب. أما طبيعة هذه الأهداف فقد شرحتها لكم الآن بوضوح. وأما عن حلفائكم فيجب عليكم أن تستبعدوا منهم كل من يخرج على «أسلوب» الحياة «الدورية» التي عاشها آباؤنا
Page inconnue