Le Sauveur : une lecture pour le cœur de Platon (avec le texte complet de la Septième Lettre)
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
Genres
أريد الآن وفقا لهذه المبادئ أن أوجه إليكم النصيحة على نحو ما فعلت عندما اشتركت مع ديون في تقديم النصح لديونيزيوس. فقد أشرنا عليه بأن يبدأ بتنظيم حياته اليومية بحيث يتمكن من السيطرة على نفسه إلى أقصى حد ممكن ويكتسب أصدقاء أوفياء لكيلا يصيبه ما أصاب أباه؛ فقد عجز هذا - بعد استيلائه على مدن كثيرة سبق أن دمرها البرابرة تدميرا تاما - عن تعميرها وإقامة حكومات موالية فيها، ولم يستطع أن يجد الحلفاء الذين يديرون أمورها، لا من الأجانب ولا من بين إخوته الصغار الذين قام بنفسه على تربيتهم وبوأهم مقاعد الحكم وحولهم من الفقر إلى الغنى الفاحش، ولم يتمكن كذلك - على الرغم من كل الجهود التي بذلها - من إشراكهم معه في الحكم، لا بالإقناع والتوجيه، ولا بالصلات وروابط الدم. وهكذا أثبت أنه كان أسوأ سبع مرات من «داريوس»
5 (332أ)، الذي لم يكن لديه من يعتمد عليهم من أصدقاء أو أشقاء تولى بنفسه تربيتهم، وإنما اعتمد - على الرغم من ذلك - على أولئك الذين ساندوه في الإطاحة بالخصي الميدي، وقسم مملكته بينهم إلى سبعة أقسام، كل قسم منها أكبر من صقلية بأسرها. وأثبت هؤلاء الحلفاء ولاءهم له فلم يهاجمه واحد منهم ولم يعتد أحد منهم على الآخر. وهكذا قدم «داريوس» النموذج الأمثل لما ينبغي أن يكون عليه المشرع والملك، ووضع القوانين التي حافظت على الإمبراطورية الفارسية حتى يومنا الحاضر. ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الأثينيين الذين وضعوا أيديهم على عدد كبير من المدن الإغريقية التي كان البرابرة (أي الفرس) قد غزوها من قبل، ولكنها كانت لا تزال آهلة بالسكان. ومع أنهم لم يؤسسوها بأنفسهم
6 (332ب)، فقد استطاعوا أن يحافظوا على سيطرتهم عليها سبعين سنة كاملة؛ إذ كان لديهم في كل مدينة منها أصدقاء أوفياء يتولون حكمها. أما ديونيزيوس
7 (332ج) الذي لم يكن يثق بأحد، فلم يستطع أن يثبت حكمه على الرغم من أنه قام بتوحيد صقلية كلها في «ظل» مدينة واحدة. لقد كان يفتقر إلى الأصدقاء الأوفياء الخلصاء، وامتلاك المرء لهؤلاء أو افتقاره إليهم هو أقوى دليل على قيمة الشخصية أو عدم قيمتها،
8
تلك كانت النصيحة التي قدمناها - ديون وأنا - إلى ديونيزيوس بعد أن رأينا أن أباه جنى عليه وتركه يعيش بغير تربية صحيحة، ولا أصدقاء مخلصين، ألححنا عليه أن يبدأ بإصلاح حياته الخاصة
9 (332د)، وأن يفتش بعد ذلك بين أقاربه ومعاصريه عن أصدقاء يشاركونه السعي على طريق الخير والفضيلة، وأن يهتم - قبل كل شيء - بأن يصادق نفسه؛ إذ كان يعوزه هذا إلى حد يدعو للدهشة. لم نقل له ذلك بطبيعة الحال بمثل هذا الوضوح - إذ لم نكن نأمن على أنفسنا من التعرض للخطر - وإنما اكتفينا بالإشارة إليه مؤكدين أنه هو الطريق الذي ينبغي أن يسلكه كل من يتولى الحكم ليحفظ نفسه ويحمي رعاياه، وأن كل طريق آخر لا بد أن يؤدي إلى الخراب التام
10 (332ه)، أما إذا اتبع الطريق الذي وصفناه له واهتدى بنفسه إلى التبصر
11
والتدبر فسوف يتمكن من إعادة تعمير المدن المهجورة «في صقلية»، والربط بينها بقوانين ودساتير تجعلها قادرة على مساندته والصمود لغارات البرابرة «أي القرطاجيين»، وبهذا يمكنه أن يوسع مملكة أبيه لا إلى الضعف بل أضعافا مضاعفة. ولو تيسر له هذا لأمكنه أيضا أن يخضع القرطاجيين لنير أثقل من ذلك الذي ناءوا به تحت حكم «جيلون»، وذلك بدلا من الاستمرار في دفع الإتاوة التي التزم بها أبوه نحوهم. كانت هذه هي الاقتراحات التي أوصينا بها ديونيزيوس، وأولتها الإشاعات والهمسات من كل ناحية بأننا نتآمر على حياته، حتى تمكنت من نفسه في النهاية وتسببت في نفي ديون وألقت بنا في حالة من الرعب والفزع. وأحب الآن أن أختم روايتي للأحداث الكثيرة التي تمت في فترة بالغة القصر فأقول: لقد رجع ديون من «شبه جزيرة البيلوبينيز»
Page inconnue