Débats d'Ibn Taymiyya avec les juristes de son temps
مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره
Maison d'édition
دار الكتاب العملي
Année de publication
1405 AH
كنت مشغول القلب بغير الله؟! مدح الله تعالى أقواماً بقوله تعالى ﴿الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾(١) وذم أقواماً بقوله: ﴿الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾(٢) وهذا هو الذي يعنيه ابن عربي بقوله إن التعبد محرابه القلب أي الباطن لا الظاهر.
إن المسلم لا يستطيع أن يصل إلى إدراك علم اليقين، وعين اليقين، إلا إذا أفرغ قلبه مما يشوش عليه من أطماع الحياة الدنيا، وركز في التأمل الباطني فغمرته فيوض الحقيقة، ومن هنا تنبع قوته.
***
الصوفي الحق - كما يقول ابن عطاء الله - ليس هو الذي يستجدي قوته، ويتكفف الناس، إنما هو الصادق الذي يهب روحه وقلبه، ويغني في الله بطاعة الله، ومن هنا تنبع قوته، فلا يخاف غير الله.
ولعل ابن عربي قد أثار عليه بعض الفقهاء لأنه أزرى على اهتمامهم بالجدل في العقائد، مما يشوش على صفاء القلب، ثم في وقوع الفقه وافتراضاته فأسماهم (فقهاء الحيض) وأعيذك بالله أن تكون منهم.
ألم تقرأ قول ابن عربي (من يبني إيمانه بالبراهين والاستدلالات فقط لا يمكن الوثوق بإيمانه، فهو يتأثر بالاعتراضات، فاليقين لا يستنبط بأدلة العقل إنما يعترف من أعماق القلب).
ألم تقرأ هذا الكلام الصافي العذب قط؟!!
(١) المؤمنون (٢٣/٢).
قال ابن عباس عن قوله تعالى ﴿الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾ أي خائفون ساكنون، متذللون في صلاتهم لجلال الله وعظمته لاستيلاء الهيبة على قلوبهم.
(٢) الماعون (١٠٧/٥) لما نزلت هذه الآية قال ابن عباس: الحمد لله الذي قال ((عن صلاتهم)) ولم يقل ((في صلاتهم)) فما من أحد إلا وهو يسهو في الصلاة. وقال المفسرون إنه تعالى لما قال (عن صلاتهم) علم أنها في المنافقين.
راجع الفخر الرازي الكبير (٣١/١٦٢) بتصرف وكذلك الجامع لأحكام القرآن (٢٠/٢١١) ط. دار الكتب.
19