الكتاب. مثل أن يطلب في باب فعل وفعل الجزع والجزع على ما يألفه في الأضل فلا يجده، فيظن أن الغفلة تخطته بنا، أو(1) أن الإضاعة أضلته عنا، والأمر في هذا
على ما قذ(2) ذكرته في فصل مضي
أو لعل قائلا يقول: اختصر كتابا ليس له خطبة(3)، فطول في خطبة مختصرة وقد
كان الاخختصار بالمختصر أؤلى، وليس كما ظن
إن أبا يوسف - رحمه الله - ابتدا تصنيف كتابه على اختياره، وكان محكما فيما
بناه علئه من أغراضه. وأنا تكلفت لهذا المختصر مشقة تخفى إن لم أبين دليلها،
ويقل استشراف النفوس إليها، إلا بعد العلم بما سهل لها(4) من صعبها. فمن هاهنا
كان مخيرا في خطبته، وكنت مضطرا في هذه الرسالة إلى التطويل ، وشفاء النفس
بالبيان، وصون الناظرين(5) فيه عن دناءة التنقص ، ورذيلة ما توجبه قلة الخبرة من
التعقب(2)
وجملة ما يجب على قاريه إنعام التأمل له، فإنه أشفى لصدره، وأنفى (2 لسوء
ظنه وأشد مساواة بئننا وبينه في العلم بما صنعناه، والفطنة لما رتبناه ونضدناه. ونسأل
الله أن يقيض لهذا المختصر عارفا بقدره، ويجعل جزاء سعينا (4) فيه ما رجوناه من
مضاعف الثواب به، ونحن بمشيئة الله نتمم ما عملناه من نظمه شعرا (4) ليكون أدنى
مزارا من الذكر، وأقرب مجتنى للحفظ، وفي يد الله المعونة والتوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
Page 55