Les Rois des Factions et Regards sur l'Histoire de l'Islam
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Genres
وخشي الرجلان القائمان بإفريقية أن يصغي إدريس لما يدس إليه مرة ثانية من الوشايات والدسائس فأوعزا إليه أن يرحل إلى الأندلس فجاز البحر إليها، واستقر عند صاحب رندة
5
على أنهما لم يزالا يعترفان به كخليفة ويقران الخطبة باسمه على المنابر.
وفي هذه الأثناء طلب المتذمرون في مالقة من باديس أن ينضم لمساعدتهم، فقام وأعلن الحرب بادئ ذي بدء على محمد ثم أبرم معه صلحا، ثم بايعوا أمير الجزيرة الخضراء، واسمه محمد أيضا، ونادوا به خليفة، وكان الخلفاء بالأندلس إلى هذا العهد أربعة، وهم: الخليفة المزعوم المشبه بهشام في إشبيلية، ومحمد في مالقة، ومحمد صاحب الجزيرة، ثم إدريس الثاني المستقر في رندة.
ولم يكن لاثنين منهما في الحقيقة شيء من النفوذ والسلطان، أما الآخران فكانا أميرين صغيرين لا خطر لهما، ولا يستحقان أن يحملا لقب الخلافة ولا أن يتسمى كل واحد منهما بأمير المؤمنين.
أما أمير الجزيرة فقد فشل في هذه المحاولة، وانفض من حوله الداعون له باسم الخلافة، فعجل بالعودة إلى بلاده، ومات بعد أيام قلائل أسى وخجلا (1048-1049).
وبعد أربع أو خمس سنوات توفي محمد الخليفة القائم بمالقة، وتطلع إدريس الثالث أحد أبناء أخيه إلى منصب الخلافة، ولكنه لم ينجح هذه المرة، وأقيم إدريس الثاني خليفة، وشاءت الأقدار أن تسالمه فبقي في هدوء وطمأنينة إلى أن قضى نحبه سنة (1055).
وأراد حمودي آخر أن يخلفه في الحكم فناوأه باديس وقضى على آماله.
ولما كان باديس صاحب غرناطة هو الرئيس الحقيقي للبربر، فقد كره أن يرى أمامه خليفة تستظل بلاده بحكمه، ومن ذلك الحين عقد النية على أن يقضي على الحموديين، وأن يدمج مالقة
6
Page inconnue