Les Rois des Factions et Regards sur l'Histoire de l'Islam
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Genres
10 •••
وسرعان ما ذاع الخبر في غرناطة بمقتل ابن عباس، ذلك الغني المتكبر المتعجرف، وقد كان سرور الإفريقيين عظيما. وكان أعظم الناس سرورا إسماعيل الذي لم يبق أمامه إلا عدو واحد خطير، وخصم لدود، هو ابن بقية. وكان «لإسماعيل» هاتف خفي يعتاده في الحلم، قد ألقى في روعه أن هذا العدو سيلقى حتفه ويلحق بابن عباس عاجلا. واليهود في هذا كالعرب، يتوهمون أن سرا من الأسرار يلهمهم وهم في نومهم بنبوءات عن المستقبل. وعاده الحلم ذات ليلة، فسمع في نومه هاتفا يردد ثلاثة أبيات بالعبرية هذا معناها: «لقد هلك ابن عباس وشيعته والملتفون حوله، وهذا الوزير الآخر الذي كان يظاهره ويتآمر معه يوشك أن يقتل مثله، ويوطأ كالجلبان ويداس، فماذا كانت عاقبة ثرثرتهما وحمقهما واعتدادهما بقوتهما؟ لقد دارت الدائرة على أحدهما، وعما قليل يلحقه الآخر، فلله الحمد والشكر.» •••
وبعد بضع سنين تحققت نبوءة إسماعيل - وسنضطر إلى ذكر مقتل هذا الوزير فيما بعد - وصح الآن أن الشعور بالخوف، أو الحب، يجعل في الشخص سرا غريبا يدرك به بعض الأمور الغيبية.
الفصل الثالث
في الوقت الذي باغت فيه باديس زهيرا وجنى عليه، كان قد أدى - مرغما، وبدون قصد منه - خدمة جليلة للحليفين اللذين اعترفا بهشام المزعوم كخليفة. وقد ذكرنا أن عبد العزيز
1
أمير بلنسية، استولى على إمارة المرية، ولم يكن في استطاعته في الواقع أن يمد حليفه - قاضي إشبيلية - لاضطراره للدفاع عن مملكته ضد إغارة مجاهد
2
الذي كان يرى - بعين الحسد - اتساع مملكة جاره وما كان القاضي ليخشى وقوع حرب بينه وبين المرية فاطمأن من هذه الناحية.
وبدأ يفكر في مهاجمة البربر مبتدئا بمحمد
Page inconnue