Les Rois des Factions et Regards sur l'Histoire de l'Islam
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Genres
21 «كنا - إذا عثرنا على حجر جميل - عبدناه، فإذا عز علينا أن نجده، أنشأناه من الرمل إنشاء، ثم سقيناه لبن ناقة درور مدة من الزمن، ومتى تم لنا ذلك عبدناه، ثم لا نزال نفعل ذلك ما دمنا في ذلك المكان!» •••
ولكن هناك طائفة كبيرة من الناس كانت - على العكس من ذلك - على جانب عظيم من الرقي والحضارة، فلم يكن عندهم عقيدة في أرباب هي من صنع أيديهم، من الحجارة أو الخشب!
ولقد كان الناس - في ظاهر أمرهم - يمجدون تلك الأرباب، ويحجون إلى محرابها، ويحتفون بمواسمها السنوية، ويذبحون القرابين في هياكلها، ويريقون دماءها على تلك الآلهة التي يعبدونها، سواء أكانت من الحجر أم من الخشب، بل لقد كانوا يلجئون إليها كلما حزبهم أمر، ليلتمسوا منها البركات، ويكتشفوا بوساطتها مستقبل أمرهم الغامض.
على أن عقيدتهم فيها لم تزد على هذا القدر من المظاهر، أما فيما عدا ذلك، فقد كانوا لا يترددون في تحطيم آلهتهم إذا لم تتحقق نبوءتها، أو إذا جرؤت على إذاعة شيء يكرهونه ويخشون إذاعته مما اقترفوه من الدنايا.
وقد تنزل بأحدهم كارثة فينذر لأحد الأصنام أن يذبح نعجة قربانا له إذا تكشفت غمته، فلا يكاد يزول عنه الخطر
22
حتى يستبدل النعجة - وهي قيمة عنده - بغزال لا يكلفه ثمنه أكثر من أن يصطاده بيده، يفعل ذلك وهو معتقد أن ذلك المعبود لا يكاد يفرق بين النعجة والغزال!
23
أضف إلى ذلك أن نبوءات الآلهة لم يكن لها خطر عندهم، ما لم توافق رغباتهم، وتعبر عما يقصدون إليه من التفاؤل، بما هم قادمون عليه من الأمور.
يؤيد ذلك أن أعرابيا اعتزم أن يثأر لأبيه ممن قتله، فأتى «ذا الخلصة»
Page inconnue