خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكم
فليس ما قد أرى م الأمر يحتقر
إني أرى شجرا من خلفها بشر
لأمر اجتمع الأقوام والشجر
تحسس الآن أذنك، هي الوحيدة التي لا تستطيع أن تعطلها بإرادتك؛ فأنت تستطيع أن تغمض عينيك أو تشيح بوجهك بعيدا إذا لم ترد رؤية شخص معين، وتستطيع ألا تأكل، فلا تتذوق، وأن تغلق أنفك عن رائحة معينة، أو لا تلمس شيئا معينا لا ترغب بلمسه، ولكن الأذن لا تستطيع تعطيلها حتى لو وضعت يديك عليها، حتما سيصلك الصوت؛ لذلك الآن سمعك مضاعف كالحسنات؛ حين يرتل أحدهم عليك آيات الدين ستسمع الكلمات وتسمع قلبه قبل أن يقولها، هكذا أنت بهذا السمع ستكون مميزا جدا. إن الشخص الذي يريد الحياة تسمعه ببساطة؛ لأن الحياة لها وجه واحد هو السعادة والحب، لكن الموت له مئات الطرق. والآن سوف تميز من هم رواد الحياة ورواد الموت.
عندما تنام يا ميشيل فإن الحاسة الوحيدة التي يمكن أن توقظك هي حاسة السمع؛ ولذلك أنا أتجول بجوارك وأنت نائم كما أشاء دون أن تنتبه، إلا إذا صدر مني صوت فإنه يكون كفيلا أن يغير حياتك. أنا حين أحضر لك حدثا جديدا في الرواية أقوله بصوت عال ثم أكتبه.
قبل أن تقرر الرحيل عن غزة كنت فقط تسمع صوت الشيطان في داخلك، كنت تقوم مفزوعا، تشرب كل مياه البيت ويظل حلقك كصحراء العرب جافا جدا. وحده الشيطان من تستطيع أن تسمعه في الليل. هل ضربك الشيطان يوما؟ هل أكل الشيطان معك يوما؟ هل نام الشيطان معك ليلة؟ نحن هنا نؤمن بهذا، لكن أنت الوحيد في هذه اللحظة سوف تسمع الشيطان داخلك، وستتحرر منه وأنت تنطلق في السماء بطائرة شراعية. اعلم يا عزيزي أن الشيطان لا يطير.
كما اعلم ما هو الشيطان هو «شحاذ في الليل» أو «الشيطان ليلة» (اسم مناسب). وليس هناك أي عجب لماذا نعلم أطفالنا عنه كلمة. بعد كل شيء، نحن في غزة نعرف أن الشياطين أو الأموات حقا لا تمشي على الأرض بهذه الطريقة. يقول لنا في الواقع إن الشياطين تفضل جسم الإنسان، وعلى الرغم من أنها قد تقبل على جثة حيوان.
لذلك إذا فعلوا المشي على الأرض بين هؤلاء الناس، فعلوا ذلك على الأرجح في جسد واحد من تلك الحلقة، الكهنة الذين بنوا النيران على «الشياطين»، استخدمها لترويعنا!
اعلم يا ميشيل أن الموت في غزة ناضج جدا، يرضع الطرق.
Page inconnue