﴿منزلين. بلى﴾ كاف ومثله ﴿مسومين﴾ . ومثله ﴿قلوبكم به﴾ ﴿فينقلبوا خائبين﴾ تام، لأن من أول القصة إلى ههنا نزل في غزوة بدر. وقوله ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ إلى ﴿فإنهم ظالمون﴾ نزل في غزوة أحد.
(٢٩) حدثنا عبد الرحمن بن عثمان القشيري قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا حميد عن أنس قال: لما كان يوم أحد كسرت رباعية رسول الله ﷺ وشج، فجعل الدم يسيل على وجهه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله. قال: فأنزل الله ﷿ ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنه ظالمون﴾ .
(٣٠) حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يحيى عن أبي الأشهب عن الحسن أن رسول الله ﷺ أدمي وجهه يوم أحد، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم، فأنزل الله ﷿ ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنه ظالمون﴾ .
قال أبو عمرو: فتنتصب «أو يتوب عليهم» على هذا التفسير بتقديرين أحدهما ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم. والآخر: حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر:
[بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا]
فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا
1 / 44