وأن هذا هو السبيل الواضح وهو الذي هدى الله به من كان قبلنا محمدا صلى الله عليه وسلم والخليفتين الصالحين من بعده فلا يضل من اتبعه ولا يهتدي من تركه قال الله ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) . فاحذر أن تفرق بك السبيل عن سبيله وتزين لك الضلالة باتباعك هواك فيما جمعت إليه الرجال فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا إنما هي الأهواء وإنما يتبع الناس إمامين إمام هدى وإمام ضلالة. أما إمام الهدى فهو الذي يحكم بما أنزل الله ويقسم بقسمه ويتبع كتاب الله وهم الذين قال الله فيهم ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ). وأما إمام الضلالة فهو الذي يحكم بغير ما أنزل الله ويقسم بغير ما قسم الله وتبع هواه بغير سنة من الله فذلك كفر كما سمى الله ونهى عن طاعتهم وأمر بجهادهم كما قال ( ولا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ) . فإنه حق أنزلها بالحق وليس بعد الحق إلا الضلال . ولا تضر بن الذكر عنك صفحا ولا تشكن في كتاب الله ولا حول ولا قوة إلا بالله فإن من لم ينفعه كتاب الله لم ينفعه غيره . كتبت إلي أن أكتب إليك بمرجوع كتابك فإنني قد كتبت إليك وأنا أذكرك بالله العظيم أن تقرأ كتابي بتدبر وأنت فارغ . ثم اكتب إلي إن استطعت بجواب كتابي انزع عليه بينةة من كتاب الله أصدق به قولك ولا تعرض لي بالدنيا فإنه لا رغبة لي فيها وليست من حاجتي ولكن لتكن نصيحتك لي في الدين ولما بعد الموت فإن ذلك أفضل النصيحة والله قادر أن يجمع بيني وبينك على الطاعة فإنه لا خير لمن لم يكن على طاعة الله وبالله التوفيق ومنه الرضا والسلام عليك والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما.
Page 26