302

Description abrégée des élus

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Genres

Soufisme

مر تاجر بعشار فحبسوا عليه سفينته فجاء إلى مالك بن دينار فذكر ذلك له، قال: فقام مالك فمشى إلى العشار فلما رأوه قالوا: يا أبا يحيى ألا تبعث إلينا حاجتك? قال: حاجتي أن تخلوا سفينة هذا الرجل. قالوا: قد فعلنا. قال: وكان عندهم كوز يجعلون فيه ما يأخذون من الناس من الدراهم قالوا: ادع الله لنا يا أبا يحيى. قال: قولوا للكوز يدعو لكم، كيف أدعو لكم وألف يدعون عليكم? أترى يستجاب لواحد ولا يستجاب لألف? محمد بن عبد الله، عن قال: مالك: لو أن القوم كلفوا الصحف لأقلوا المنطق.

قال مالك بن دينار: والله لو وقف ملك بباب المسجد وقال: يخرج شر من في المسجد، لبادرتكم إليه.

قال مالك بن دينار: دخل علي جابر بن زيد وأنا أكتب فقال: يا مالك ما لك عمل إلا هذا? تنقل كتاب الله عز وجل من ورقة إلى ورقة? هذا والله الكسب الحلال.

قال المغيرة بن حبيب ختن مالك بن دينار يقول: قلت لنفسي: يموت مالك بن دينار وأنا معه في الدار لا أدري ما عمله? قال: فصليت معه العشاء الآخر ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون من الليل. قال: وجاءه مالك فدخل فقرب رغيفه فأكل ثم قام إلى الصلاة فاستفتح، ثم أخذ بلحيته فجعل يقول: يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك بن دينار على النار. قال: فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني، ثم انتبهت فإذا هو قائم على تلك الحال يقدم رجلا ويؤخر رجلا ويقول: يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك بن دينار على النار. فما زال كذلك حتى طلع الفجر. فقلت في نفسي: والله لئن خرج مالك بن دينار فرآني لا تبلني عنده بالة أبدا. فجئت إلى المنزل وتركته.

قال مالك: كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة، وكفى بالمرء شرا أن لا يكون صالحا ويقع بالصالحين.

قال مالك خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها. قالوا: وما هو? قال: معرفة الله عز وجل.

Page 306