263

Description abrégée des élus

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Genres

Soufisme

قال عامر :ما رأيت مثل الجنة نام طالبها، وما رأيت مثل النار نام هاربها، وكان إذا جاء النهار قال: أذهب حر النار النوم فما ينام حتى يمسي، وإذا جاء الليل قال: من خاف أدلج، وعند الصباح يحمد القوم السرى.

سهيل أخو حزم قال: بلغني عن عامر بن عبد قيس أنه كان يقول: أحببت الله عز وجل حبا سهل علي كل مصيبة ورضاني كل قضية، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت.

سعيد بن ميمون قال: قيل لامرأة عامر بن عبد قيس، يعني خادمته، كيف كانت عبادة عامر? قالت: ما صنعت له طعاما قط بالنهار، فأكله إلا بالليل، ولا فرشت له فراشا بالليل فاضطجع عليه إلا بالنهار.

بعث معاوية إلى عبد الله بن عامر أن انظر إلى عامر بن عبد قيس فأحسن إذنه وأكرمه ومره أن يخطب إلى من شاء وأمهر عنه من بيت المال. قال: فأرسل إليه: إن أمير المؤمنين قد كتب إلي أن أحسن إذنك وأكرمك.

قال: يقول فلان أحوج مني إلى ذلك، يعني رجلا كان أطال الاختلاف إليهم ولا يؤذن له. وأمرني أن آمرك أن تخطب إلى من شئت وأمهر عنك من بيت المال. قال: أنا في الخطبة دائب. قال: إلى من? قال: إلى من يقبل الفلقة والتمرة. قال: ثم أقبل إلى جلسائه وقال: إني سائلكم فأخبروني: هل منكم من أحد إلا له من قلبه شعبة? قالوا: اللهم لا. قال: هل منكم من أحد إلا لأهله من قلبه شعبة? قالوا: اللهم لا. قال: هل منكم من أحد إلا لولده من من قلبه شعبة? قالوا: اللهم لا. قال: فوالذي نفسي بيده لأن تختلف الأسنة في جوانحي أحب إلي من أن أكون هكذا، أما والله لأجعلن الهم هما واحدا. قال الحسن: وفعل.

Page 267