245

Description abrégée des élus

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Genres

Soufisme

لما قدم شعيب بن حرب على يوسف بن أسباط رأى عنده شابا يكلم يوسف ويغلظ له، أو قال: رفع صوته، فقال له شعيب: ترفع صوتك? فقال له يوسف: يا أبا صالح إنه ابن إدريس، إنه يدري من أين يأكل? أحمد بن إبراهيم قال: حدثني سهل بن محمود، عن عبد الله بن إدريس قال: لو أن رجلا انقطع إلى رجل لعرف ذلك له، فكيف بمن له السموات والأرض.

محمد بن المنذر قال: حج الرشيد ومعه الأمين والمأمون، فدخل الكوفة فقال لأبي يوسف: قل للمحدثين يأتونا يحدثونا. فلم يتخلف عنه من شيوخ الكوفة إلا اثنان: عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس.

فركب الأمين والمأمون إلى عبد الله بن إدريس فحدثهما بمائة حديث. فقال المأمون لعبد الله بن إدريس: يا عم أتأذن لي أن أعيدها عليك من حفظي? قال: افعل. فأعادها عليه. فعجب عبد الله. فقال المأمون: يا عم: إلى جانب مسجدك دار إن أذنت لنا اشتريناها ووسعنا بها المسجد. فقال: ما لي إلى هذا حاجة، قد أجزأ من كان قبلي وهو يجزئني فنظر إلى قرح في ذراع الشيخ، فقال: إن معنا متطببين وأدوية، أتأذن أن يجيئك من يعالجك? قال: لا، قد ظهر بي مثل هذا وبدأ. فأمر له بمال فأبى أن يقبله.

لما نزل بابن إدريس الموت بكت ابنته فقال: لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة. وجمع بين العلم والزهد

وكيع بن الجراح بن مليح يكنى أبا سفيان الرواسي

قال لي أحمد بن حنبل: لو رأيت وكيعا لعلمت أنك ما رأيت مثله.

أحمد بن حنبل ذكر يوما وكيعا فقال: ما رأت عيناي مثله قط، يحفظ الحديث جيدا ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.

قال أحمد بن حنبل: ما رأيت رجلا مثل وكيع في العلم والحفظ والحلم مع خشوع وورع.

يحيى بن أكثم قال: صحبت وكيعا في السفر والحضر، وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة.

قال يحيى بن معين: ما رأيت أفضل من وكيع بن الجراح، كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم.

Page 249