241

Description abrégée des élus

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Genres

Soufisme

قال جرير بن زياد الحارثي: كنت مسافرا مع محمد بن النضر إلى مكة، وكان إذا قيل له: الرحيل، تقدم على رأس ميلين فلا يزال يصلي حتى إذا سمع حس الإبل تقدم أيضا فلا يزال كذلك حتى يصلي العصر ثم يركب.

قال محمد بن النضر الحارثي: كان يقال: الجوع يبعث على البر كما تبعث البطنة على الأشر.

قال المصنف: كان محمد بن النضر مشغولا بالعبادة عن الرواية وقد أرسل الأحاديث عن النبي ولم يصلها.

وراد العجلي

عمرو بن حفص عن أبيه قال: كنا ذات يوم عند ابن ذر وهو يتكلم فذكر رواجف القيامة وزلزالها. فوثب رجل من بني عجل، يقال له وراد، فجعل يبكي ويصرخ ويضطرب فحمل من بين القوم صريعا: فقال ابن ذر: ما الذي قصر بنا وكلم قلبه حتى أبكاه? والله إن هذا يا أخا بني عجل إلا من صفاء قلبك وتراكم الذنوب على قلوبنا.

قال عمر: قال أبي: وكنت أرى ورادا هذا العجلي يأتي إلى المسجد مقنع الرأس فيعتزل ناحية فلا يزال مصليا وباكيا وداعيا ما شاء الله من النهار ثم يخرج فيعود فيصلي الظهر، فهو كذلك بين صلاة وبكاء حتى يصلي العشاء ثم يخرج لا يكلم أحدا ولا يجلس إلى أحد، فسألت عنه رجلا من حيه ووصفته له قلت: شاب من صفته، من هيئته. فقال: بخ يا أبا عمر، أتدري عمن تسأل? ذاك وراد العجلي، ذاك الذي عاهد الله ألا يضحك حتى ينظر إلى وجه رب العالمين. قال أبي: وكنت إذا رأيته بعد هبته.

قال رجل من بني عجل كان بيننا وبين ورادقرابة، فسألت أختا كانت له أصغر منه فقلت: كيف كان ليله? قالت: يبكي عامة الليل ويصرخ. قلت: فما كان طعمه? قالت: قرصا في أول الليل وقرصا في آخره، عند السحر. قلت: فتحفظين من دعائه شيئا? قالت: نعم، كان إذا كان السحر أو قريب من طلوع الفجر سجد ثم بكى ثم قال: مولاي عبدك يحب الاتصال بطاعتك فأعنه عليها بتوفيقك يا أيها المنال، مولاي عبدك يحب اجتناب سخطك فأعنه على ذلك بمنك أيها المنان، مولاي عبدك عظيم الرجاء لخيرك فلا تقطع رجاءه يوم يفرح الفائزون.

Page 245