119

Mukhtasar Nasih

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

Chercheur

أَحْمَدُ بْنُ فَارِسٍ السَّلوم

Maison d'édition

دار التوحيد

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠هـ - ٢٠٠٩ م

Lieu d'édition

دار أهل السنة - الرياض

Genres

Hadith
منهج المهلب في شرح الحديث وتفسيره: لما كان من منهج المهلب في هذا النصيح أن يجمع الروايات والأسانيد في مكان واحد، فإنَّ ذلك قد أفاد القارئ فائدتين عظيمتين لا يمكن الكشف عنهما إلا بهذا الحشد والجمع، وهما: معرفة علل الأسانيد، ومعرفة شرح الحديث ومعناه على الوجه الصحيح. أما معرفة العلل: فإن هذه المعرفة غير معرفة الصحيح من الضعيف، حتى لا يظن ظان أن هذا النوع غير موجود في صحيح البخاري، لاقتصار البخاري في كتابه على الصحيح، فإن العلة إنما تدخل على الحديث الصحيح. قال أَبُوعبد الله الحاكم ﵀: وانما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه، وعِلَّة الحديث يكثر في أحاديث الثقات، أن يحدثوا بحديث له علَّة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولا، الحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير أهـ. وقد أجمل الحاكم أوجه العلل في أحاديث الثقات فقال: فان المعلول ما يوقف على عِلَّتِه أنه دخل حديث في حديث، أو وهم فيه راو، أو أرسله واحد فوصله واهم اهـ وزاد غيره أوجهًا أخرى. إلا أنه لا يمكن الكشف عن علة حديث ما إلا بجمع طرقه ومقارنة أسانيده وألفاظ رواته بعضها ببعض. قال يحي بن معين: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه (١).

(١) المدخل إلى الإكليل ١٤.

1 / 123