Abrégé des divergences des savants
مختصر اختلاف العلماء
Genres
============================================================
يلازم أبا جعفر الطحاوي يسمع عليه الحديث، فدخل رجل من أهل أسوان، فسال أبا جعفر عن مسألة، فقال أبو جعفر: من مذهب القاضي أيده الله كذا وكذا.
فقال: ما جئث إلى القاضي، إنما جئث إليك: فقال له: يا هذا من مذهب القاضي ما قلت لك، فأعاد القول :.
فقال أبو عثمان: تفتيه أيدك الله برأيك: فقال: إذا أذن القاضي - أيده الله - أفتيته، فقال: قد أذنت، ثم أفتاه.
فكان ذلك يعد من أدب الطحاوي وفضله"(1).
ومن الصفات البارزة في شخصية الطحاوي: صراحته وجرأته وصدعه بالحق، من غير خوف ولا وجل من آحد، يدل على ذلك: ما رواه النصيبي في شأن تظلم الطحاوي لدى ابن طولون، بسبب ضيعة له بالصعيد.
قال الوزير: (ولقد بلغني عن أحمد بن طولون قضية يؤثر في النفس الزكية سماعها... وكان يجلس للمظالم، ويحضر مجلسه القاضي بكار بن قتيبة، وجماعة من الفقهاء وأهل العلم، مثل الربيع بن سليمان صاحب الإمام الشافعي، وكان ابن طولون إذا جلس للمظالم يمكن المظلوم من الكلام، ويسمع كلامه إلى آخره، ويكشف ظلامته، ويجلسه بين يديه مقربا إليه.
وكان موصوفا بالزهد والعبادة والكرم، وكان ثقة كثير الحديث. توفي ببغداد سنة (329ها.
انظر: ملحق الولاة والقضاة، ص 537، 538.
(1) تاريخ بغداد 4/ه1، و السان الميزانه 281/1- 282، وملحق الولاة والقضاة، ص 538، راجع: آبو جعفر الطحاوى، ص 239، 237.
Page 55