Abrégé des divergences des savants
مختصر اختلاف العلماء
Genres
============================================================
مجرى حياته العلمية، ونقله من منهج إلى منهج اخر، وجلب إليه الكثير من القيل والقال(1).
اختلفت الروايات في بيان أسباب هذا الانتقال اختلافا كثيرا، وتضاربت الآراء تضاربا بينا، بل أصبح هذا التحول من أهم الموضوعات، التي يذكرها المترجمون له: وبانتقاله هذا إلى مذهب أبي حنيفة عد من أواثل الفقهاء المصريين الذين تبنوا المذهب الحنفي وناصروه في القطر المصري (2).
ثم إن مثل هذا التحؤل لا يتم فجأة، لتأثره بحادث عرضي، إذ لا بد أن يكون مسبوقا بأمور مهدت له، وكذلك لا بد أن يكون قد تكونت لديه فكرة واسعة، ومعرفة شاملة، بالمذهب الذي انتقل إليه، حتى أدى إلى هذا التحول.
وسأستعرض الأسباب التي مهدت للطحاوي الانتقال إلى المذهب الحنفي: ان الروايات التي رويت عن الطحاوي مباشرة في بيان سبب تحوله إلى مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى لتضع أيدينا على حقيقة الأمر: الرواية التي نقلها ابن خلكان (681ه) عن أبي يعلى الخليلي (446 ه) في كتاب الإرشاد: "أن أحمد بن محمد الشروطي قال: قلت للطحاوي: لم خالفت خالك وأخذت مذهب أبي حنيفة؟ فقال: لأني كنت أرى خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة، فلذلك انتقلت إليه" (3).
وهناك روايات عدة تحدثت عن سبب التحويل فقد ذكرتها كلها في كتابي (أبو جعفر الطحاوي الإمام المحدث الفقيه) .
(1) انظر: لسان الميزان، 275/2.
(4) حيث إن فقهاء مصر كانوا مالكية، أو شافعية فقط، ولم يعرف القطر المصري فقهاء أحنافا إلا غرباء عنه: من قضاة، او علماء زاثرين، وبعد تأثر الطحاوي بمنهج الفقه الحنفي، وجد هناك من أهل مصر من يدافع عن ارائهم، بجانب المذهبين المالكي، والشافعي.
(3) وفيات الأعيان، 71/1.
Page 26